متى يعود الدفئ إلى العلاقات البحرينية- الإيرانية؟

كتب محمد حسن العرادي
مثَل الاتفاق الموقع بين السعودية وإيران برعاية صينية زلزالاً سياسياً عنيفاً هزّ المنطقة بقوة، فإذا بالأفاعي والعقارب وكافة أنواع المخلوقات التي يستفزها السلام والهدوء تستنفر قواها وتفُر من أوكارها معلنة غضبها وسخطها على الاتفاق، وأنها ستراقب المشهد وتحصي الأخطاء، ساعية الى حبس الفرح والتفاؤل، من أجل إعادة المنطقة الى المربع الأول من التشكيك والنوايا السوداء الرافضة لأي تقارب بين ضفتي الخليج العربي.

لكننا في انتظار أن يتصاعد إلى السماء الدخان الأبيض المعبر عن نجاح المفاوضات الهادئة التي يشاع بأنها تجري بين البحرين وإيران بعيداً عن العيون الجاحظة، لترسم مستقبلاً جديداً يسفر عن البدء في إعادة ترتيب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين المسلمين.

لقد مرت أعوام من القطيعة والتشنج في هذه العلاقات غذتها بعض الأحداث السياسية والأمنية التي بات من الضروري ضبط إيقاعها وإعادة توجيهها لصالح البدء في كتابة صفحة جديدة من العلاقات المتوازنة التي تُعبد الطريق لعودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة في القريب العاجل.

لكن زيارة الوفد الايراني المشارك في إجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي الـ 146 الذي عُقد في مملكة البحرين خلال الفترة 11- 15 مارس 2023 شكلت خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل نزع فتيل الأزمة وفتح أبواب التسويات.

وقد اجتمع الوفد الايراني برئيس مجلس النواب بحضور ومشاركة عدد من أعضاء المجلس، وبدى أن الأجواء إيجابية جداً، وقد انعكس ذلك على التصريحات الاعلامية التي أطلقها رئيس الوفد مبدياً رغبة بلاده في عودة العلاقات الثنائية مع البحرين، خاصة عندما زار الوفد الايراني مبنى السفارة الايرانية في البحرين بمنطقة الماحوز، الأمر الذي أعتبر مؤشراً على الأجواء الايجابية المهيئة لعودة العلاقات.

فهل نشهد تسارعاً في هذه الخطوات والحوارات الثنائية باتجاه تسوية الملفات الخلافية العالقة بين البلدين منذ سنوات، والتي تسببت في تراجع علاقات البحرين وإيران بما في ذلك توقف الرحلات الجوية، خاصة ونحن نشهد هذه التحولات الاستراتيجية الكبرى والحاسمة في المنطقة.

إن هذه التحركات الإيجابية النشطة ستساهم في حال نجاحها في تغيير وجه المنطقة وتغيير تحالفاتها، وقد يؤدي ذلك إلى إعادة النظر في الاتفاقات الابراهيمية المفروضة قهراً على المنطقة لصالح العدو الصهيوني، الأمر الذي سيريح المنطقة ويعفيها من التشنج والاحتقان والتوتر السياسي، حمى الله بلادنا ومنطقتنا من كل شر ومكروه.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى