الاحتلال يعتقل الأكاديمية نادرة شلهوب من القدس
اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، المحاضرة في “الجامعة العبرية” في القدس، بروفسور نادرة شلهوب، في ظل حملة التحريض التي تعرضت لها على خلفية موقفها من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وفق ما أفادت وكالة وفا.
وأفادت مصادر محلية بأن شرطة الاحتلال اعتقلت شلهوب من منزلها الواقع في البلدة القديمة في القدس، ونقلتها للتحقيق في أحد مراكزها، وقررت تمديد اعتقالها حتى اليوم الجمعة، لعرضها أمام محكمة الاحتلال في القدس.
وقالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، امس الخميس، إنّ منظومة الاحتلال الإسرائيلي وفي الجغرافيات الفلسطينية كافة، تواصل التّصعيد من عمليات الاعتقال والملاحقة لكل الأصوات المدافعة عن الحقّ الفلسطيني، والمناهضة لممارسات الاحتلال وجرائمه، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق مع استمرار الإبادة الجماعية بحقّ شعبنا في غزة.
وأضافت مؤسسات الأسرى في بيان: لطالما شكّلت سياسة الاعتقال الممنهجة أبرز أدوات الاحتلال الإسرائيلي لتقويض أي دور طليعي على المستوى السياسي والاجتماعي والمعرفي، فقد أقدمت أجهزته اليوم على اعتقال الأكاديمية البروفيسور نادرة شلهوب من منزلها في القدس، وإخضاعها للتحقيق، ليشكّل هذا الاعتقال حلقة جديدة في مسار سياسة استهداف وجود الفلسطينيين في القدس وفي أراضي الـ48 عبر عمليات الاعتقال على خلفية ما يدعيه الاحتلال “بالتحريض”، والذي طال المئات، ورافقه اعتداءات وتهديدات غير مسبوقة.
وأكد البيان أن اعتقال الأكاديمية شلهوب يأتي بعد حملة تحريض واسعة تعرضت لها على مدار الأشهر الماضية، على إثره أقدمت الجامعة “العبرية” على إصدار قرار بتعليق عملها في شهر آذار/مارس الماضي، وتراجعت عنه لاحقًا، على إثر موقفها الوطني والإنساني والأخلاقي الذي تمسكت به حول حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة.
وقال البيان إنّ ملاحقة وتهديد الأكاديميين في مختلف وأنحاء فلسطين كافة، ليست بالسياسة الجديدة، فلقد انتهج الاحتلال وعمل على مدار عقود على استهداف كل من له أثر معرفي تحرري، ومنذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة، صعّد الاحتلال من عمليات استهدافهم عبر الاعتقال الإداري تحت ذريعة وجود (ملف سري) أو من خلال توجيه (تهم) تتعلق بما يدعيه (بالتحريض)، هذا عدا عن اغتيال العديد من الأكاديميين وعائلاتهم في إطار حرب الإبادة في غزة.
وأكدت مؤسسات الأسرى مجددًا أنّ اعتقال شلهوب وهي واحدة من أهم الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين على المستوى الدولي، هو محاولة بائسة لطمس الرواية الفلسطينية، وصوتنا كفلسطينيين وحقنا في التعبير عن موقفنا تجاه قضايا شعبنا مع استمرار المظلومية التاريخية أمام مرأى العالم وبدعم من قوى دولية.
وقال البيان إن المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والمدنية، بالإفراج العاجل والفوري عن شلهوب، ووقف اعتقالها التعسفي فورًا، والعمل بشكل جاد وحقيقي، للضغط على الاحتلال لوقف عمليات الاعتقال الإنتقامية والتعسفية في إطار جريمة (العقاب الجماعي)، والتي طالت الآلاف من الفلسطينيين بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما وتطالب المؤسسات المنظومة الحقوقية الدولية بمستوياتها كافة، باستعادة دورها اللازم والمطلوب أمام التحديات التي فرضتها جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد الإنسانية جمعاء، والتي بدورها تستهدف جوهر المنظومة الحقوقية الإنسانية، كما تستهدف الوجود الفلسطيني.