البوتوكس علاج للألم ولم يعد فقط للتجميل

أجواء برس

تعتبر حقن البوتوكس من الصيحات المنتشرة في مجال التّجميل نظراً لفعاليتها في علاج التجاعيد والترهلات، حيث ظهرت تقنية حقن البوتوكس كحلٍ سحريٍ وبسيطٍ لكل ذلك، وشكلت بحركةٍ بسيطةٍ عودة بالزمن مرة أخرى للوجه وتجاعيده، لكن لم تعد حقن البوتوكس مقتصرةً على التجميل بل صارت علاجاً للآلام المزمنة وفق ما أكّده الدكتور علي مغنيّة المتخصّص في التّخدير والإنعاش وعمل لمدة 15 عاماً في هذا المجال، ثم حصل على دبلوم في تخدير الأعصاب الموضعي من كلّية الصحّة في الجامعة اللبنانيّة، دبلوم في علاج الألم الحاد والمزمن من جامعة باريس دیکارت، ودبلوم طب ألم تداخلي من جامعة مونبلييه.
في حوار مع “أجواء برس” يقول الدكتور مغنيّة: اختصاص الألم التداخلي هو تشخيص المكان الصّحيح للألم، لنعرف السبب ونتداخل عليه ونعالجه بمكانه، وبالتالي نخفّف على المريض تناول أدوية مسكّنة والتي تؤثر على الكلى والكبد والمعدة والقلب، وكذلك قد يعتقد المريض أنه يحتاج إلى عمليّة جراحيّة ولكن يتم حل المشكلة دون عملية جراحيّة.
يلفت الدكتور مغنيّة أن اختصاص علاج الألم موجود عالميّاً لكن في لبنان منذ عامين بدأ التداول به، وهذا يعود لأن العلاقة بين الطبيب والمريض في لبنان تختلف عن العلاقة بينهما في الدول الغربيّة، هناك يتجه المريض إلى الطبيب المختص دون أن يختار اسم الطبيب بينما في لبنان المرضى يبحثون عن اسم الطبيب.
يضيف، هذا الاختصاص يعالج كافّة أنواع الأوجاع التي تنتج عن سبب مباشر، منها أوجاع المفاصل، أوجاع الديسك والعمود الفقري، أوجاع الرقبة والرأس “الشقيقة”، وأعلى مرحلة من الأوجاع التي يمكن التخلّص منها هي أوجاع مرضى السرطان من خلال علاج الأعصاب التي تغذي السرطان ونستطيع أن نكويها ليتخلص من الوجع وبالتالي يمكن أن يعيش حياته بأقل قدر ممكن من الأوجاع.
وقال: هناك مجموعة كبيرة من الأوجاع وهي عمليّاً مرض العصر، أوجاع الرقبة والرأس والظهر وذلك بسبب نمط الحياة الذي يعيشه الأغلبية من الجلوس وقتاً طويلاً أمام شاشات الكمبيوتر أو خلف المكاتب وقلّة الحركة وقيادة السيّارة لوقت طويل، وهذه الأوجاع بأغلبيتها ناتجة عن تشنّج في العضلات بالمرحلة الأولى، تكلس بالفقرات بمرحلة متقدّمة أكثر، أو الديسك في مرحلة متقدّمة جداً.
وأكد أنه في مرحلة تشنج العضلات يتم الحقن بالبوتوكس لأنه معروف عنه يرخي العضلات، لذلك يتم علاج تشنج العضلات في الرقبة أو الظهر بحقن البوتوكس، وعندها يشعر المريض براحة كبيرة وتختفي آلام التشنّج، كذلك تأثير البوتوكس المباشر على العصب كتأثير البنج الموضعي لكن يبقى العصب مُخدّر لمدة ستة أشهر، ويُطلب من المريض أن يحاول تغيير نمط حياته خلال هذه الفترة كالسباحة وتحريك العضلات أو ممارسة الرياضة.
وقال مغنيّة: بداية استخدام البوتوكس لعلاج الأوجاع كانت مع علاج آلام الصداع النصفي “الشقيقة”، حيث تم اكتشاف أنه علاج بالصدفة ومن المعروف أن البوتوكس يستخدم في التجميل وإزالة التجاعيد وقد لاحظ أطباء التجميل أن الذين كانوا يعانون من الصداع النصفي ارتاحوا منه مدة ستة أشهر وعند عودة التجاعيد يعود معها ألم الصداع، عندها اكتشف الأطباء أن هناك علاقة بين البوتوكس وعلاج آلام الصداع النصفي لأنه عند حقنه يتم تخدير أجزاء معينة من الأعصاب يزول معها الألم، وهذا كان أول استخدام طبي لعلاج آلام الصداع النصفي، بعدها تم استخدامه مع المرضى الذين يصابون بجلطات دماغيّة تؤدي إلى تشنّج في الأطراف، فيتم حقن العضلات المتشنّجة بالبوتوكس ليزول التشنّج وترتخي العضلات.
ولفت إلى أنه تطوّر العلاج وصارت تستخدم حقن البوتوكس مع أي عصب حسّي يمكن تخديره لوقت طويل لأن الأعصاب الحسيّة التي تسبب الألم يمكن تخديرها لمدة ستة أشهر دون أي مضاعفات وفي أي مكان بالجسم باستخدام جهاز الإيكو لتحديد العصب المسبب للألم.

 

خليل العلي

صحافي مختص بالمجتمع والفن والثقافة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى