الشاعر عصام جنيد أعطى ألف أغنية ورحل

كتب الشاعر السوري عصام جنيد قرابة الألف أغنية عربية لكبار المطربين العرب على مدى أكثر نصف قرن. إلا أنه أقفل صفحة الشعر ورحل إلى جوار ربه اليوم.

في سن الخامسة عشرة ظهرت موهبته وبدأت شهرته من خلال كتابته أولى أغانيه التي حملت عنوان “يا بو الجبين العالي” التي أدتها المطربة الراحلة نور الصباح ولحنها آنذاك الموسيقار مصطفى كريدية وقدمت بمناسبة تدشين سد الفرات، لتنهال عليه الأصوات ويكتب الأغنات التي امتازت بالطابع الطرب أداها كبار المطربين العرب أمثال نجيب السراج وصباح ومحمد جمال وعازار حبيب والياس كرم وأصالة ووائل كفوري وسارية السواس وغيرهم.

ومن أشهر أغانيه التي ما زلنا نطرب لسماعها وتعجبنا كلماتها البسيطة والمعبرة “جدولاتك مجنونة” للمطرب فؤاد غازي و “يا وليف الزين يا اسمراني” للمطرب إلياس كرم.

عدا عن تأليفه أغنيات شارات لعدد من المسلسلات نذكر منها: غدر الزمان “البريئة”، وأحلى عيون في مسلسل “سبحان السرحان” وكهف المغاريب.

وشارك في العديد من البرامج الإذاعية، كبرنامج شعر زجلي الذي يقدمه الشعراء “عيسى أيوب، وحسين حمزة، ومحمد جومر” ثم انتقل إلى كتابة الأغاني.

الشاعر الراحل عصام جنيد من مواليد مدينة سلحب بريف حماة عام 1950، لم يكن يتهاون في إعطاء كلماته إلا لمن يرى أنه يستحقها من المطربين، وهو أسلوب اتبعه لمحاولة مننه الحفاظ على مقام الأغنية العربية التي دعا مراراً إلى النهوض بها وعدم الاستسهال بوظيفتها في المجتمع.

وعلى الرغم من حصرصه الشديد على أن تكون كلمات أغنياته راقية برقي أسلوبه الشعري والإنساني، إلا أنه لم ينل أي جائزة من أي مهرجان “تجاري”، ولكنه كرم على الصعيد الشعبي والرسمي، حيث قامت وزارة الثقافة بتكريمه عدة مرات في عدة محافظات؛ “السويداء ودرعا، ودمشق”، وآخرها العام الماضي في محافظة “حمص”، وكان راضياً عن هذه التكريمات وفق ما صرح الى وكالة سانا، حين قال: “إن المكسب الحقيقي والجائزة الوحيدة التي نالها هي محبة الجمهور لأغانيه وصداها الذي يتردد في كل إذاعة عربية”.

أصدقاء جنيد من أدباء وشعراء وفنانين في حمص التي عاش فيها ودرس في ثانوياتها مادة اللغة العربية عبروا عن حزنهم لفقد من أعطى بكل تواضع وأخلاق نبيلة الفن جمالاً بكلماته الرقيقة والتي ستظل محفورة في ذاكرة أجيال ترددها وتفتخر بكاتبها.