
وخلص الحوار الجاد والتفاعلي الى ما يلي
أجواء برس- التقرير السياسي
تقرير: ميخائيل عوض
ناقش صالون الأحد “روم هنا الشام” آخر وأهم التطورات والأحداث ومنها:
– وفد الحكومة اللبناني في سورية مؤشرات ونتائج-الوفد الدرزي وكلام للرئيس الاسد يؤشر الى المستقبل.
– سفينة المشتقات الايرانية في بانياس؟
– الحكومة اللبنانية ؟ انذار التيار القوي انفجار ام اعلان التشكيلة؟
– تسريبات الانسحاب الأمريكي من قواعد في الحسكة تمنيات ام تمهيد؟.
– صاروخ الدفاع الجوي السوري ينفجر في سماء تل ابيب رساله بالنار ام خطأ فني؟
– قمة القاهرة الثلاثية وامداد ابو مازن ب٨٠٠ مليون شيكل… تعويم وتمهيد لاستئناف لمفاوضات حل الدولتين ام تحصين في وجه العاصفة؟
وخلص الحوار الجاد والتفاعلي الى ما يلي.
لبنان: الاستجارة بالحضن الدافئ.
لم تجرؤ الحكومة اللبنانية والمسؤولين للعودة الى الحضن الدافئ دمشق إلا بأملاء من السفيرة الأميركية التي سارعت لاحتواء خطوة شحن النفط الايراني الي لبنان تحت حراسة صواريخ ومجاهدي المقاومة الاسلامية في لبنان، وبإسناد علني من محور المقاومة، وفي كلامها عن جهد اميركي لتأمين الكهرباء والغاز الى لبنان عبر سورية اقرار بمسؤولية اميركا عن كل أزمات لبنان واختناقاته، والأهم إقرار بحقيقة ان الاميركي هزم في بيروت مرة اخرى معطوفاً على هزيمته المذلة في افغانستان والشام والعراق واليمن، وفي حروب البحار والممرات والناقلات، والإضافة الأهم اقرار اميركي وتأكيده بإجراءات عملية في السعي لترقيد وتهدئة الأزمات والأكثر أهمية اعتراف اميركي صريح، بل التمهيد لاستدعاء سورية مرة جديدة وتفويضها للإحاطة بالأزمات اللبنانية والشروع بمعالجة وملفاته.
هذا ما افصحت عنه الاحداث الاخيرة كمثل تحول مرسى سفينة النفط الايرانية الى بانياس والشروع بنقل النفط عبر الصهاريج وعبر المعابر الرسمية وبهذه رسالة فك الحصار عن سورية واسقاط قانون قيصر، ولا تبدو صدف أن يجري الحوار اللبناني- السوري تحت رعاية المجلس الأعلى في اشارة حكيمة بان سورية ما زالت على عهدها وتعهداتها واتفاقاتها، لم تتملص ولا غدرت ولن تكون علاقات من خارج الاطر والمؤسسات التي ارستها المعاهدة وبموجبها تشكل المجلس ليعود لممارسة مهامه بتقانة وجدية وبقواعد وتوازنات جديدة، وكذا توقيت زيارة الوفد الشعبي والسياسي الدرزي لدمشق واستثناء جنبلاط وانصاره، وفيه رد على محاولات جنبلاط ووساطته لدى الاردن لمنع وفد دروز فلسطين الـ48 لزيارة دمشق كالمعتاد سنوياً، وبين الرسائل تقاطع الزيارة مع انهاء ملف مسلحي درعا تمهيداً لإنهاء ظاهرات تمرد مجموعات درزية من السويداء تجاهر بتلقي أوامرها من جنبلاط وطريف والأمن الإسرائيلي، وجاء في كلام الرئيس امام الوفد ما يقطع بان سورية لم تزل عند قيمها والتزاماتها وتعرف مكانتها ودورها الرائد في استعادة المشروع القومي العربي وعصرنته والحفاظ على الاقليات التي تحفظها وطنتيها وقوميتها وليس التقوقع والانعزال.
الخلاصة
إن زمن المقاومة ومحورها تحقيق وتجري عمليات توظيف الانتصارات لصالح الشعب وفك الحصارات والعزلة ومحاصرة الانعزاليين واسقاط أوهام المراهنين على اميركا وحلفها المهزومون.
في الحكومة وامكانية تشكيلها وجهتا نظر، واحدة تفترض انها ستعلن قريباً، وذلك بدفع ورغبة من اميركا وبما يستجيب لشروط عون-حزب الله، ووجهة لا ترى فرصة لتشكيل الحكومة بسبب الاشتراطات المتبادلة والتزامات ميقاتي بأجندة نادي رؤساء الحكومات السابقين وعدم الرغبة بتقديم تنازلات كاسرة في ميزان القوى وتوازن النظام وقواه كما نشأت وجهة نظر تقول بان عدم تشكيل الحكومة قد يكون برغبة ثنائي عون حزب الله الذي بات المستفيد الاول من عدم التشكيل ومن انهيار قوى الاعتراض والعلاقة مع امريكا فكل يوم ينكشف حجم الاختلال بالتوازنات وضعف وتراجع امريكا وحلفها ونفاذ فرص حلفاء اميركا في لبنان وازماته.
في شان رسو السفينة في سورية ونقل المشتقات بالصهاريج يقرأ أن حزب الله اتقن الادارة فبعد ان حققت السفينة كثيراً من اهدافها الاستراتيجية والإقليمية والمحلية، ايضاً رسوها في سورية والنقل البري يمكن ان يسهم بتحقيق المزيد من المكاسب لجهة تشريع فتح الحدود والتبادلات وكسر الحصار عن سورية واستعادة العلاقات المميزة من دون ان تتسبب السفينة بارتباكات او اشكالات مع الحلفاء او لهم فقد حققت السفينة كل اهدافها وزادت في رسوها في بانياس.
سجل المتحاورون انجازاً باهراً للدفاع الجوي السوري للمرة الثانية بان وجه صاروخ دفاع جوي واثناء اشتباك مع العدوان الاسرائيلي لينفجر الصاروخ فوق تل أبيب ومن قبل قرب مفاعل “ديمونا” واتفق على انه المرة الثانية التي تنذر فيها سورية إسرائيل بان زمن العربدة انتهى وان المعارك بين الحروب ستغدو تكتيكا في صالح محور المقاومة، وقد أعد عدته وجهز نفسه وأمن مستلزمات الانتقال للهجوم. فتفجير صاروخ الدفاع الجوي فوق تل ابيب يعتبر رسالة بالنار وقد تكون آخر الرسائل التحذيرية وبعدها سيكون الرد المناسب وبالمكان المناسب، فقد نضجت كل الظروف والمعطيات للاشتباك الحاسم.
في الملف الفلسطيني، تتسارع الامور والتطورات لتؤكد اختلال ميزان القوى في غير صالح اسرائيل فزيارة بنيت لواشنطن لم تحقق اي نجاحات ولم تغير في الموقف الاميركي، ولقاء غانتس بأبو مازن واجهته عاصفة تشكيك بوطنية ابو مازن واجهزة سلطته، جاء اللقاء الثلاثي في القاهرة بين السيسي وبنيت وابو مازن وتامين 800 مليون شيكل كديون للسلطة لمواجهة ازماتها المالية وتمكينها من مد عمرها قليلاً، بعد ان كانت الحكومات الاسرائيلي تمارس الحصارات وتجفف الاموال وتمتنع عن تحويل اموال السلطة لتبرير اجراءاتها لوقف دفع الرواتب للشهداء والاسرى بهدف الضغط لمنع مقاومة الضفة وانفجارها، الا ان المبالغ التي تقرر دفعها للسلطة لن تستطيع تأمينها واو اعادة تعويمها بالقدر الذي عزز النقمة عليها واتهامها بالخيانة والتكامل مع المحتل وبهذا تفهم القمة بانها محاولة لترميم العلاقات وتامين سلطة ابو مازن تمهيدا لإطلاق القاهرة لخطة العودة الى التفاوض على مشروع حل الدولتين في سباق مع الزمن وفي مساع لمنع الانفجار في وجه السلطة او مع غزة او مع سورية ولبنان حيث المؤشرات تتصاعد وتتكثف في هذا الاتجاه ومع تراجع الحضور الامريكي والانسحابية بعد الهرولة من افغانستان يصبح حل الصراع العربي الاسرائيلي يمر بطريق وحيدة وهي ازالة اسرائيل وتحرير فلسطين من البحر الى النهر.
في ما تم تداوله عن انسحاب اميركي من قواعد في الحسكة وشرق الفرات، اتفقت الآراء على انه لا دخان بلا نار، وأن يكون التسريب عبر وسائل إيرانية قد يعني تمهيد للانسحاب واو تحذير من ان عدم الانسحاب سبعني تصعيد المقاومة بالتساوق مع مجربات الانتخابات النصفية الاميركية للتاثير فيها. وبكل الاحوال فانهاء المسلحين في درعا والسويداء وبدء حملة تصفية الخلايا والبؤر في بادية الشام وسلسلة الازمات الاميريكية وتازم النظم والجماعات الحليفة لأميريا توفر اسباباً وشروطاً للاعتقاد بان التسريبات هي بمثابة تحضير اجواء ومناخات للانسخاب الاميركي من سورية والعراق.