صور مسربة… حالات انتحار غامضة على متن حاملة “جورج واشنطن” الأميركية

دفعت حالات الانتحار التي وقعت بين أفراد طاقم حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس جورج واشنطن” 200 بحار إلى مغادرتها.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن البحرية الأميركية قولها إنه من بين حالات الانتحار المشار إليها، وقعت ثلاث حالات في أقل من أسبوع، واحدة في أبريل الماضي.

وكشف أفراد من الطاقم الحالي والسابق، أن الحاملة التي تعمل بالطاقة النووية لم تكن جاهزة للبحارة، وكانت البيئة على متنها غير صالحة للعيش.

وعرضت “سي إن إن” صوراً مسربة من على متن الحاملة تظهر ظروف عيش غير إنسانية، حيث أظهرت إحدى الصور المراحيض في حالة متردية وأظهرت أخرى غسالة تحدث تسريب مياه غمرت مساحة من الأرضيات.

ويقول أحد البحارة طلب عدم الكشف عن هويته، إن التيار الكهربائي ينقطع مراراً وأن البحارة كثيرا ما يعيشون في درجات حرارة قاسية، إلى جانب قلة كميات الطعام وقلة جودته.

وصرح البحار السابق جاكوب غريلا بأنه كان سعيدا عندما تم تعيينه على متن حاملة الطائرات “يو إس إس جورج واشنطن”، لكنه سرعان ما بدأ يشعر بأن عطلة نهاية الأسبوع فرصة للفرار من الظروف القاسية بعيداً عن تلك الحاملة، حتى أنه حاول تحديد موعد مع الطبيب النفسي على متن الحاملة لكنه فوجئ بأن عليه الانتظار لمدة 6 أشهر.

وحاول غريلا إيضاح الأمر لرؤسائه بأن مثل هذه الظروف قد تكون هي السبب في تكرار حالات الانتحار، إلا أن حديثه قوبل بتعليقات سلبية منهم.

Video Player

 

الوفيات الغامضة

وحاملة الطائرات “يو إس إس جورج واشنطن”، هي حاملة تعمل بالطاقة النووية من فئة “نيميتز”، راسية الآن في حوض بناء السفن في نيوبورت نيوز بولاية فيرجينيا منذ عام 2017.

وبين العام الماضي وأبريل، توفي 7 بحارة يعملون عليها، 4 منهم كانت حالات انتحار ظاهرة أو مؤكدة. وبعد تقرير “CBS News” عن الوفيات، قال متحدث باسم البحرية لصحيفة “The Hill” إن هناك 3 حالات انتحار إضافية قبل عام 2021، في نوفمبر 2019 ويوليو 2020 وأكتوبر 2020.

وتحدث بحارة السفينة إلى وسائل الإعلام حول الظروف على متن السفينة، حيث قال أحدهم إنهم حاولوا أيضاً الانتحار إلى حد كبير بسبب ظروف العمل.

من جانبها أقرت البحرية الأميركية بالمشكلات المتعلقة بحاملة الطائرات هذه، وقالت إنها تحقق في الوفيات.

لكن كريستالا فيرينجيا بوشنيل، نائبة رئيس منظمة “22 حتى لا شيء”، وهي منظمة تطوعية تهدف إلى توفير الموارد لأعضاء الخدمة الفعلية والمحاربين القدامى، تقول إن مجموعتها قد سمعت من البحارة وعائلاتهم عن الظروف القاسية في “جورج واشنطن”، وأن البعض يخشى الوصول إلى الموارد التي يوفرها الجيش لأن قادتهم يستطيعون معرفة ذلك.

وقالت فيرينجيا بوشنيل: “يوجد انعدام ثقة كبير هناك.. نتلقى رسائل بريد إلكتروني ورسائل يوميا على جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي الثلاث لدينا ومن خلال البريد الإلكتروني يسألون: هل هناك أي شخص يمكنني التحدث إليه بشأن أمري ولن يكتشف ذلك؟”.

بدورها، كتبت النائبة إيلين لوريا (ديموقراطية – فرجينيا)، التي تمثل المنطقة التي رست فيها السفينة، خطابا إلى رئيس العمليات البحرية الأدميرال مايكل جيلداي تتساءل فيه عن المناخ على متن السفينة.

وروت لوريا، وهي محاربة مخضرمة في البحرية تقاعدت برتبة قائد، تجاربها الخاصة في العمل على حاملات الطائرات الراسية في إصلاحات طويلة.

وأوضحت: “كونك في حوض بناء السفن، إنها بيئة صناعية. ليس لديك الخدمات الأساسية مثل الماء الساخن والأضواء والتدفئة والتبريد وجودة الطعام”.

وأجرى رئيس البحرية الضابط راسل سميث، مكالمة هاتفية مع البحارة على متن السفينة “يو إس إس جورج واشنطن” يوم الاثنين، أجاب خلالها على أسئلة متعددة حول الصحة العقلية والظروف على متن السفينة.

لكن سميث أثار الدهشة عندما قال إنه على الرغم من أن الظروف (في السفينة الراسية) كان من الممكن أن تكون أفضل، “ولكن ما لا تفعله هو النوم في حفرة مثل أحد أفراد مشاة البحرية”.

وقالت فيرينجيا بوشنيل إن سميث “تجاهل تماما كل المخاوف المستمرة للبحارة على متن تلك السفينة”.

وأضافت: “هذه هي المخاوف التي تم طرحها وتجاهلها باستمرار. وأولئك الذين عانوا في هذه البيئة، لم يتم تجاهل مخاوفهم فحسب، بل تم تجاهل مشاعرهم حيالها أو المشقة التي تسببها لهم، مثلما تعرضوا للسخرية بسببها”.

ومن بين الإجراءات الأخرى التي تم تنفيذها، أخبرت البحرية “The Hill” أنها حشدت فريق التدخل السريع للأطباء النفسيين الخاص المكون من 13 شخصا، لتقديم خدمات على متن حاملة الطائرات من 16 أبريل حتى 19 أبريل.

المصدر: “The Hill”- شبكة “سي إن إن”

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى