
الأمل بالعمل
سلمان عبد الخالق *
ذكرى كمال جنبلاط
قتلوه ظناً في السادس عشر من آذار ،
فارتقى خالداً بأفكاره ،
لكن قَتَلة حِزبه من يومِهِ مبدءاً، قضت على كل امل ،
فما قام وطنا ،
فترنح الكيان ،
والأمل كل الأمل بتلك الشباب للإنقاذ والبناء ،
حتى لا يستمر الذئب في نحر النعاج …..
“ الأمل بالعمل “
لدَحر قاتلي الأفكار النيِّرة ،
تلك الطبقة الفاسدة (كلن– يعني– كلن)
العمل اليومي على استعادة الوطن ، اكتر من ضروري وهذا يتطلب قناعة واعتقاد أن ليس بالخبز فقط يحيا الإنسان، إنما بالتواصل والعمل والايمان بما يقوم به ،
حيث أن مشروع بناء دولة المواطنة دونه عقبات كثيرة ، تحتاج إلى فرز نخب تقوم على قاعدة ثقافية تختلف كليا عما نراه في مجتمعاتنا لغاية الآن ، وهذا قد يتطلب وقت أكثر مما نتصور ، ويحتاج إلى إنقلاب على غالبية المفاهيم السائدة ، منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية….
ما يجعل المجتمع بمواجهة بعضه البعض دون التنبه بأن تلك المواجهات من صنيع سلطة فاسدة متغطرسة (هبرس) * حيث تجنح في سلوكها الاجتماعي لما يزيد عن المائة عام ونيف ، وتنتظر الانعكاسات الاجتماعية التي تُعبِّر عنها الناس الغير طبيعية (الطبيعية بردات فعلها ) من منطلق واقع أصبح ميؤوس منه ، منتظرين إلتقاط (ديموقراطية العدد المُضللة والمُغرر بها ، بعد تفريغها بالكامل من الوعي نتيجة اضطراب السياسات المُتبعة لتطويعهم، ونجحوا).
هذا ما نسعى إلى التنبُه إليه وخطره على المجتمع ككل ، وأن نفرق بين الشعبوية والنُخب ، التي تكون أساساً من صلب العمل السياسي لإنتاجها ، وليس هدفاً للقضاء عليها ، وتُصبح التضرُع لله عز وجل لحلها ،
ايها السيدات والسادة إن الحقيقة لا تحتاج للأكثرية، حيث الهدف لا يحتاج إلى تبرير (هو بحد ذاته التجرُّد بعينه ، حيث لا يحده او توصفه او توقع عليه أعدادا ومنطلقات لإحقاقه ، هو الحق بعينه)، بغض النظر عن الديمقراطية الجوفاء ، التي حرَّفوها عن معناها الحقيقي ، تُصبح ديمقراطية عندما تتكامل مع جودة (حقيقة) الأهداف، كمنظومة(system) متكامل متصلة كسلسلة من الطرح للأسلوب بوضوح الأهداف (الحقيقة) بدون اي غشاوة ، تجعل من الديمقراطية وسيلة لتحقيق الهدف ، وليس كما يحصل في بلادنا المتخلفة وشياطينها الساسة الفاسدة المتمترسة خلف أقلية واهية مُغرَّر بها ، تارة بسياسات مُتبعة (بالتجهيل ، والتفقير، والتأليه، …) ، وطوراً بنتائج هذا العمل السلبي المقرون والمستوحى من الشياطين كنموذج للإحتذاء ، وهذا أقل ما يُسمى بفعلٍ شيطاني لا يمت بصلة للإنسانية جمعاء ، ولا يُستوحى من أي تعاليم الخير من أقصاها إلى أقصاها.
ويستندون بذلك إلى أرقام ناتجة عن فعل شر رُسم من البداية بقلم شيطان وحبر رخيص ، يُمحى بالممارسة اليومية ، وتجعل الديمقراطية العددية تفعل فعلها بصناديق مُعلبة ليس فقط بالتلاعب ، إنما بمضمونها الإنساني.
بمعنى آخر ، ما رأيُنا ؟
لو تم التصويت بنفس الذهنية اليوم على تعاقُب الليل والنهار، أو الفصول، أو على بعض من اللياقات الانسانية المُرتبطة ،
برأيكم ماذا ستكون النتيجة؟
هذا دلالة مقرونة بواقع ما نحن فيه الآن،
هل سنبقى خاضعين؟ أو سنسلك طريق الحقيقة التي تتسع للجميع من باب اليقين، والتحقُق بالدليل والبرهان؟
وبالتالي فإن المسؤولية بالدرجة الأولى على العارفين ، لتبيان الحقيقة ، ومسؤولية أمام الله والناس ، والعمل يدا بيد لرفع الجهل عن القلوب والعقول ، وساعتذاك تبدأ المسيرة ، إذ لا يمكن الصمت عن الحق ، ولا التلهي عن إنقاذ الإنسان المحكوم عليه من قبل ثعالب بلباس حَمَل ، فالمسؤولية تستوجب الوضوح والتصدي ، لأن في التعمية مشاركة بدراية أو عدمها ، ولا يجوز إنسانياً تغطية هذه الجريمة التي فتكت ولا زالت تفتك بالجميع بالبلاد والعباد ، وبقاء هذه الأنواع من البشر على سدة المسؤولية ، وتسيُّد هذا النوع من البشر والتحكُّم ، هو أشد أنواع البطش الاجتماعي في العصر الحديث ، والصمت عنه هو الشيطان الأخرس بعينه ( تحت أي مُسمى ) حيث الفساد أصبح ملح الأرض وانقلبت الموازين .
أيها السيدات والسادة، الانخراط والعمل السياسي اليومي ، والتأطُّر ضمن آليات واضحة لتوعية الأجيال هو الحل ، وهذا يستوجب عمل جماعي لفترة ليست بقصيرة ، ويحتاج لتناغم ووضوح واستمرارية للتراكم
فهِبُّوا لنصرة مستقبلكم بحاضركم، ولا تنتظروا الُمعين إلا من إرادتكم وصبركم وأهدافكم بتحقيقها ،
واجعلوا من أفعالكم حصناً منيعاً تَبنوا بها قلاع أوطانكم لأمان مستقبل أولادكم وحمايتهم، غير ذلك ستكون مصاعب الجيل القادم أكثر صعوبة وتعقيد وهذا ما لا يجب أن نسمح فيه، حيث لن نُسلِّم أبنائنا كما سَلَّمونا أهلنا لهذه السلطة الرعناء (وهذه أحد وضوح أهدافنا).
16/ أذار / 2024
* الناشط السياسي- عضو المنصة اللبنانية
* متلازمة هبرس:
في عام 2007 قام الباحث الانكليزي ديڤيد أُوانْ بنشر كتابه متلازمة هبرس أو متلازمة السلطة لوصف التغيرات النفسية والسلوكية للأفراد الذين يبقون في مناصب عالية ولفترات طويلة.