لهذه الأسباب أدعم قيام نقابة للعمالة المنزلية

كتب محمد حسن العرادي

كثر اللغط أخيراً حول تبني اتحاد نقابات عمال البحرين تأسيس نقابة عمالية للعمالة المنزلية، وقد تحول ذلك إلى نوع من السجال المجتمعي بين مؤيد ومعارض لقيام هذه النقابة، بل وصل الأمر الى مهاجمة اتحاد النقابات من قبل البعض وإتهامة بالتحريض على المواطنين وفق أجندات سياسية، بالنسبة إلي أجد نفسي مؤيداً لقيام نقابة خاصة بالعمالة المنزلية، وأعتقد بأن اتحاد النقابات قد أثبت مصداقيته وتوازن قراراته ومواقفه في الدفاع عن العمال بكافة قطاعاتهم من دون تمييز او عنصرية.

ولعل ما تتعرض له الكثير من العاملات المنزليات في البحربن ودول الخليج العربي من إجحاف وظلم ومصادرة حقوق إنسانية بل والتعامل معهن باستغلال وإساءة متعددة الأشكال والوسائل تصل أحياناً إلى درجة الاتجار بالبشر، هو ما يدفعني إلى تأييد الدور الذي قام به اتحاد النقابات لدعم تأسيس وقيام نقابة خاصة بالعمالة المنزلية، التي تعاني من الاضطهاد في الكثير من المحطات اليومية ومن بينها:

1- مصادرة حقوقهن في التعاقد ومعاملة أغلبهن كعبيد لا يتمتعن بأي حقوق اجتماعية أو إنسانية.
2- فرض الأتاوات عليهن من قِبل مكاتب تصدير العمالة في الدول المصدرة، الأمر الذي يجعل أغلبهن مدينات لهذه المكاتب لفترات طويلة من حياتهن.
3- الإهانات التي يتعرضن لها في مكاتب الاستقدام، والتي قد تصل إلى الضرب والتعنيف من باب التأديب، كما يدعي أصحاب المكاتب.
4- تعرض بعض العاملات للإغتصاب في بعض مكاتب الاستقدام أو في منازل كفلائهن، والتعامل معهن كجواري او ممتلكات خاصة قابلة للتوريث والتأجير في بعض الحالات.
5- تعرض البعض منهن للحرمان من المرتبات المنتظمة شهوراً عديدة تحت ذرائع مختلفة من بينها (نحن نوفر لهن المسكن والمأكل والملبس وهن لسن بحاجة إلى أموال نقدية).
6- معظم أفراد العمالة المنزلية محرومات من الإجازات الأسبوعية، ويخضعن للعمل الاجباري والمتواصل من دون انقطاع في الليل والنهار من دون ساعات عمل محددة.
7- بعضهن يحرمن من العودة لبلادهن سنوات طويلة، بل ويمنعن حتى من الخروج من المنزل، وربما يتم حرمانهن حتى من الاتصال بأهاليهن تلفونياً (بحجة إذا وفرنا لهن التلفون ستهربن أو ينحرفن).
8- يتم حجز حريتهن وجوازاتهن لدى مكاتب الاستقدام أو الكفيل والمشغل (بحجة الخوف من الهروب وخسارة أموال الاستقدام).
9- بعض العمالة المنزلية تتم معاملتهن بطريقة غير إنسانية في البيوت، ويفرض عليهن العمل 24 ساعة في اليوم سبعة أيام في الاسبوع، باعتبارهن عبيد.
10- البعض منهن لا يحصلن على حقهن في المرتبات حيث يستلمن دنانير زهيدة، وتتدني الأجور في اوساطهن (قيمة ساعة العمل لبعض العاملات لا تتعدى 100 فلس في الساعة)
11- التساهل مع العصابات التي تستغل حاجة العاملات المنزليات وتسعى لتهريبهن، وربما تجبرهن على ممارسة البغاء والرذيلة بالترهيب والترغيب واستغلالهن بصورة بشعة.
12- إتحاد نقابات عمال البحرين لم يرتكب جُرماً بالاشراف على تأسيس النقابة، بل قام بخطوة قانونية وانسانية يشكر عليها، فلماذا كل هذا الهجوم عليه؟

ملاحظة:
يجب الإقرار بوجود مخالفات ترتكبها بعض العمالة المنزلية وربما بعض الجرائم والسرقات، لكن حتى هذا النوع من الممارسات يمكن أن تعالجه النقابة، بعيداً عن اتهام السفارات بالتدخل لحمايتهن (أليس واجب السفارات الدفاع عن مواطنيها في جميع الحالات، فلماذا المطالبة بعدم تدخلها).

أعتقد أن الهجوم على اتحاد النقابات له أهداف سياسية غير مهنية، والاتهامات التي تكال ضد الاتحاد ليست منصفة وربما تحمل مفكرة غير نقابية، وأدعو الجميع لفتح حوار إيجابي موضوعي وهادئ، بعيداً عن التحيز العنصري والتفكير الاناني الذي يعبر عن حب الاستحواذ والسيطرة وتحقيق المكاسب الشخصية على حساب حقوق العمالة المنزلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى