بعد عجز أميركا هل يستطيع النظام الرسمي العربي والإسلامي  تأمين انتصار “إسرائيل” في الحرب؟

ميخائيل عوض
ثبت بالوجه الشرعي وبالواقعات الملموسة والمحسوسة فشل إسرائيل في تحقيق أي من اهدافها في حرب غزة، وسيتأكد ذلك إذا وقفت الحرب لأسابيع أو إذا استمرت حتى هزيمة الجيش الإسرائيلي وتمرده على أوامر نتنياهو الأحمق والمغامر الذي يخوض الحرب لحماية نفسه ولو ادت إلى نهاية إسرائيل.
وخلال الخمسة اشهر على طوفان الاقصى العجائبية زجت أميركا والأطلسي والعالم الأنكلو- ساكسوني بكل وأي من عناصر قوتهم وفشلوا فشلاً ذريعاً في تأمين النصر لإسرائيل، بل انكشفت أميركا على حجم تراجعها وهزال تأثيرها. فلم تستطع تجميع دول ذات شأن في حلفها البحري المزعوم. ولا استطاعت إلزام حلفائها التقليديين في الانضمام إلى لحلفها العدواني علنا كما فعلت سابقاً في حرب تموز وحروب غزة ومحاولات غزو العراق وليبيا واليمن وتدمير ومحاولات تقسيم سورية.

أما بعد فسيقولون لك: إن النظام الرسمي العربي والإسلامي والادوات التي تم تأسيسها ورعايتها من أميركا والأطلسي ووظفت لتدمير الدول والجيوش العربية الممانعة والمقاومة واستخدمتها أميركا في حروب تدمير وتقسيم العرب وتشتيت جمعهم.
نسال بدورنا: في الواقع ومعطياته الملموسة ماذا يستطيع النظام الرسمي العربي والإسلامي والأدوات بعد ان استنزفت وتبددت قدراتها وأموالها في الحروب التي تورطت بها سابقاً؟ وماذا يملكون من عناصر قوة اكبر واهم من أميركا والاطلسي والعالم الأنكلو- ساكسوني كي ينصروا إسرائيل، حيث اخفقت وبعد ان اسندتها بل تقود حربها أميركا مباشرة ومعها العالم الانجلو ساكسوني بكليته.
ماذا تستطيع السعودية ومصر والاردن وباكستان واندونيسيا وماليزيا وتركيا وقطر او المغرب و الأخريات ومعهم الاخوان المسلمين وفصائل القاعدة وداعش والسلفيات واخواتها وكلها زجت في حروب تدمير العرب وما زالت تشغل سورية والمحور وتحتل أرضها متسانده مع التركي والأطلسي المحتلون؟.
ماذا في جعبتهم؟ وماذا عن ما تبقى من قدراتهم و إمكاناتهم؟
في الواقع لا شيء يذكر سوى التخلي عن غزة وتركها تذبح وتجوع ومنع الشعوب من التضامن بالتظاهرات والمساندة ما امكن.
والملموس ان غالبية النظم تعيش ازمات ومخاطر. والنظم والنخب الحاكمة تعيش هواجس ورهاب من ما ينتظرها بعد هزيمة اسرائيل وانحسار الوجود الامريكي والاطلسي والانجلو ساكسوني.
اما انها لم تساند غزة وتشهد على ذبحها فلعجزها ورهابها من الاتي في المستقبل القريب ولأنها تدرك ان نظمها وكياناتها وتسلطها كان بإرادة المستعمرين الذين قسموا المنطقة وأقاموا كيانات قاصرة وعاجزة وحددوا لها وظيفة التساند والتكامل مع إسرائيل لتأمين مصالح القوى الاستعمارية.
والمنطقي ان هزيمة اسرائيل وسقوطها سيؤدي الى انهيار احجار الدومينو وسقوط النظم والجغرافية التي انشاها المستعمرون لتنفتح المنطقة العربية والعالم الاسلامي على حقبة اعادة صياغة وهيكلة الجغرافية والنظم لإنتاج جديدة واسعة واكثر استقلالية وسيادية.
النظام الرسمي العربي والاسلامي والادوات التي انشأها المستعمرون من حركات تسييس الأديان و تسليحها، إنما عاجزة عن إسناد إسرائيل لتأمين انتصارها وترتهب مما سيكون وعلى مستقبلها ودورها وكياناتها ونظمها.
غزة تصنع مستقبل العرب والاقليم فلا خوف عليها ولا من يحزنون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى