هدنة غزة المتعثرة؛ القسام في الحرب الدبلوماسية مبدعة كحربها العسكرية

ميخائيل عوض

زمن غزة والطوفان وأرواح شهداء أطفالها ونسائها وشيوخها.

زمن الصمود الأسطوري والقتال بكفاءة عالية وابداعية.

زمن كشف حقيقة العالم الأنكلو- ساكسوني وقوانينه وقواعده الناظمة للحياة البشرية والعلاقة بين الأمم والشعوب وحقيقة ما أقامه من منظمات عالمية وأممية وما أرساه من ثقافة وقيم مسمومة تتعرى وتسقط في غزة. وتؤكد أنه عالم عدواني استعماري كاذب كل ما فعله ويفعله هو إبادة البشر بالقصف وبالتجويع والجوائح والحصارات ونهب الثروات وقتل الأطفال  لتأمين بقائه واستمرار نهبه وبلطجته.

غزة المقاتلة الأسطورية والصامدة بشعب الجبارين وبمقاومتها الاستثنائية صنعت وتصنع المعجزات، وتسرع من ولادة العالم الجديد وتؤسس قوانين وقواعد ناظمه للحياة البشرية من طبائعها وقيمها.

فكتائب القسام التي انجزت طوفان الأقصى العجائبية تدير الحرب بتقانة وخبرة وتخطيط وسيطرة وتحكم مبهرة ستكون مدرسة للعسكرين ومنظري الحروب والجيوش.

والشهادة لها، أنها أدارت الحرب الإعلامية بذات المستوى والحنكة والحكمة، وتدير الحرب السياسية والدبلوماسية على ذات السوية والخبرة والنضج.

فكما كانت اهدافها من طوفان الاقصى واقعية ومنطقية وتبين انها اعدت عدتها لكل الاحتمالات. وتمسكت بها ولم تتنازل قيد أنمله. كذلك تقود التفاوض بروح مسؤولة وبحكمة وبمعرفة بأصول الحرب الدبلوماسية وتأخذ وقتها وتفرض شروطها وتتمسك بأهدافها وتناور وتكسب الوقت وتسقط الابتزاز والضغوط وتنجز وتسطر حقائق في الميدان تعطي المفاوضين القوة والقدرة على الثبات على شروطها برغم ان الوسطاء منحازون لإسرائيل ولإملاءات أميركا إلا انها تدير علاقة معهم متقنة فلا تحرجهم وتعطيهم الوقت، وتقدم اوراقها ورؤيتها متماسكة لا يمكن رفضها او المناورة عليها.

ولأنها غزة وكتائب القسام والفصائل توحدت في الميدان وفي التفاوض وفوضت الكتائب فحققت وحدة وطنية وتماسك منيع وحرمت الامريكي والاسرائيل من اللعب على التناقضات وتسعير الخلافات والاهم وبرغم ما قدمه شعب غزة وحالة الخذلان التي يعيشها من النظام الرسمي العربي والاسلامي ومن كمون الامة وغياب شارعها على عكس أميركا واوروبا وأميركا اللاتينية. الا ان الشعب ما زال متماسكاً ومتمسكا بخيار المقاومة ورفض التهجير او التخلي عن المقاومة وخيارها.

ما حققته غزة والقسام والفصائل وما تسعى لتحقيقه باقتدار وحكمة ووعي وتقانة تقطع بان إسرائيل وحلفها سيهزمون شر هزيمة. وهزيمتهم في حرب غزة ستؤدي بالضرورة إلى نهاية فرص اسرائيل بالوجود، ودنو زمن انهيارها ورحيلها مادامت اعتبرت الحرب حربها الوجودية  فهي عينها حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر.

لن يطول زمن وجود اسرائيل وكيانها المؤقت والغاصب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى