وزير الثقافة يفتتح الملتقى الدائم لرؤساء اتحاد الكُتّاب العرب في بيروت
افتتح وزير الثقافة القاضي محمّد وسام المرتضى في المكتبة الوطنية في بيروت الملتقى الدائم لرؤساء اتحاد الكتاب العرب “فلسطين مقاومة الهوية والتاريخ” الذي جرى تنظيمه برعايته وبتعاون بين عدة جهات ثقافية واتحادات كتاب.
وقد جرى الافتتاح بحضور فعاليات وزارية ونيابية وثقافية وإعلامية وسفير دولة فلسطين أشرف دبور والأمين العام لاتحاد الكتّاب العرب ورئيس اتحاد الكتّاب في مصر الدكتور علاء عبد الهادي، تخلله كلمات لكل من الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الأمين العام للاتحاد العام العام للادباء والكتاب الفلسطينيين، الملتقى الثقافي اللبناني ،اتحاد الكتاب اللبنانيين.
وقد جاء في كلمة الوزير المرتضى: “كانوا سيموتون. كانوا سيموتون بأيِّ حال. بالجوع أو بالبرد أو بويلات الدرب، أو بغُصصِ المدامع على فَقْد الأهل والأبناء. كلُّ ما فعلَه “جيشُ الدفاع الإسرائيلي” (هذه الكلمات الثلاثُ بين قوسين)، أنه، بالقتلِ غير الرحيم، أنقذَهم من جوعٍ مميت ومن بردٍ وويل. كانت حتفُهم بانتظارهم غدًا، تحت أنقاضِ مدرسةٍ، أو وسْطَ خرابِ شارع. فلما نزلَ عليهم، أراحَهم من بكائيات انتظارِهم غير الطويل. ألا يعلمُ شهداء دوار النابلسي وشارعِ الرشيد بالأمس، وسائرُ الشهداء الأبرياء في غزّة الذين ارتقَوا جماعاتٍ جماعات إلى رُتَبِ الحياةِ العُليا، أنَّ القصف لم يستهدفْهُم ليقتلَ فيهِم العمر، بل ليريحَهم من عذاباتِهم؟”
وأضاف الوزير: “بهذه الصفاقة في التفكير والتعبير وقف قادة الاحتلال متبجحين بما فعلت أيديهم الحمراءُ وقلوبُهم السوداء، ومحتجّين بأن الموادَّ الغذائية تشكلُ خطرًا على أعمالِهم العسكرية العدوانية، لذلك لا يحقُّ لأهل غزّة أن يتجمعوا لينالوا بعضًا من فتاتٍ يسُدُّ رمقَهم، لئلا يتحولَ الرغيف في يد الواحدِ منهُم إلى قنبلة، ولئلا يصيرَ الماءُ طوفانًا جديدًا، كطوفان الأقصى الذي انفجر ولم يتوقَّفْ مسيلُه بعد. لكنَّ أغربَ ما في الأمر أن العالمَ الذي يزعُمُ نفسَه متحضّرًا، يجاريهم دائمًا في ما يذهبون إليه، ممالأةً منه لهم أو اشتراكًا معهم في الجرم، وفي أحسن الأحوالِ إنسانيةً يكتفي بشعارات التنديد الخجول التي لا قيمةَ لها، كأن الدمَ الفلسطينيَّ عبءٌ ينبغي التخفيف منه”.
وتابع: “ما حدَثَ بالأمس مشهدٌ متكرِّرٌ منذ دير ياسين، ألِفَتْه أجسادُ الأبرياء في فلسطين، واستشرى ملءَ الخريطةِ العربية، في مذبحةٍ مستمرةٍ يوميًّا، هنا وهناك، بأكثرَ من صورة ووسيلة، فلم يكدْ ينجو منها أحدٌ على امتداد يد الغدر الصهيوني. لكنَّ غزةَ ستنتصر، لأنَّ ناموسَ الحياة يأبى إلا أن يفرضَ إيقاعه الطبيعي، وكلُّ انتهاكٍ له مصيرُه إلى زوال، مثلما يجرف الطوفانُ ما يعترضُ هديرَه حين يفيض. نحنُ مدعوون لاستمرار إعلان النصر احتفالًا إثرَ احتفال، بالقلم والبندقية، وبالفكر الخلاّق الذي يقودُ إلى التطوّر. على هذا الرجاء أنتم هنا في بيروت، مدينة الحقّ والحريّة، وسوفَ ترون عمّـا قليلٍ في طرابلس وفي صور هذا المناخَ الوطنيَّ نفسَه، المؤمنَ بأن الحقَّ لا بدَّ عائدٌ لأهله”.
وفي الختام قال المرتضى: “أهلاً بكم في بيروت وفي طرابلس وفي صور وفي كل مدينةٍ وقريةٍ من أرضِ لبنان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.