
الفواعل في الحرب وجديد التحولات العالمية التقنية وتوازنات القوى 5/…
ميخائيل عوض
تطورت الاحداث وتراكمت التحولات في الخمسة عقود المنصرمة على محاور:
المحور الأول: إسرائيل هزمت في كل الجولات، وأميركا زجت بقواتها وتحالفاتها لتأمين سيطرتها وحماية إسرائيل واختبرت استراتيجياتها وتكتيكاتها وهزمت. واستنزفت حلفائها في العرب والاقليم، في سورية واليمن وليبيا والعراق واكتشفوا طبائعها؛ تستغلهم وتتركهم عند الحاجة لها. فبدأوا ينفضون عنها.
المحور الثاني: محور المقاومة راكم النقاط والانتصارات في وجه إسرائيل، واستنزف أميركا وحلفائها ووفر الفرص لاوراسيا للصعود ولأمم ودول العالم للتمرد والسعي لسياداتها وحريتها.
المحور الثالث: العالم والرأي العام العالمي تغير وتبدلت خياراته واكتشف عسف الرأسمالية في حقبة الامركة التي سميت عولمة، واوغلت في ليبراليتها وعدوانيتها ونهبها للأمم والشعوب، واكتشف العالم أن إسرائيل مجرد استطالة ودولة مصنعة كمنصة لخدمة القوى الاستعمارية التدميرية والنهابة، وتعرف على حقيقة القوانين والمحاكم والمؤسسات العالمية والمنظمات والضوابط التي سوقها العالم الأنكلو- ساكسوني على أنها حضارية وعادلة وفي صالح البشر، فتبين أنها مجرد أدوات لتأمين سيطرته لنهب الامم ولاستراتيجية المليار الذهبي وإبادة البشر بالحروب وبالجوائح.
المحور الرابع: غيرت منتجات العصر من الشبكات والعوالم الافتراضية والذكاء الصناعي والثورة التكنولوجية الرابعة من قواعد انتظام العلاقات بين البشر والقارات والأمم، ومن العلاقة بين النخب المسيطرة والشعوب. وأدت إلى إسقاط وسائط وادوات السيطرة والهيمنة كما كسرت القوانين والقواعد والحدود، وامنت الاتصال والتواصل بين البشر بعيدا عن سيطرت ورقابة الدول والنخب وضوابطها. ما وفر للشعوب والمقاومات فرص تعميم ثقافتها وعدالة قضاياها بمقابل زيف الادعاءات والأكاذيب التي قامت عليها عوالم السيطرة والهيمنة واستثمار الشعوب وإبادتها.
تفاعلت المحاور الأربعة ووفرت تراكمات كمية بلغت ذروتها وفرضت منطقها بضرورة وحتمية التحول النوعي، وعندما استعصت ولادة العالم الجديد في حالة المخاض القاسية التي استمرت لخمسة عقود في بلاد العرب والمسلمين، ومعهم جرت محاولة للتوليد بعملية قيصرية في أوكرانيا ولم تنجح، فاقتضت الضرورات والحاجات والجبرية – القدرية أن تصير عملية طوفان الأقصى شرارة العملية القيصرية الجارية لاستعجال الولادة تجاوزا لخطر وفاة الوالدة أو الجنين أو كلاهما.
هكذا وفي هذه الظروف والتحولات الجوهرية العميقة والتأسيسية التي شهدتها المنطقة وقوى الصراع والاقليم والعالم يجب فهم ودراسة ما هو جار في غزة، وبناء على اداء الفواعل الاربعة، إسرائيل وأميركا وعالمها الأنكلو- ساكسوني الشائخ وحلفهم-.
غزة وحلفها
الظرف الموضوعي والتحولات والتراكمات الكمية التي تستوجب تغيرات حدية ونوعية، ومفاعيل الثورة التقنية الرابعة والاتصالات والشبكات والذكاء الصناعي التي تفرض حقائقها وحاجاتها لإعادة إنتاج قواعد وقوانين عصرية ناظمة للعلاقات بين البشر والأمم والشعوب لانتظام الحياة البشرية على وجه الكرة الارضية وتوليد العالم الجديد….
غدا؛ غزة محكومة بالنصر والضفة وال48 عقب اخيل إسرائيل لتنهي وجودها.
…../ يتبع