تأثير الاستقالات… وأهمية المراجعات

كتب محمد حسن العرادي

حتى الآن أعلن ثلاثة نواب سابقين عرفوا بولائهم وانتمائهم للخط السلفي منذ عقود الاستقالة من جمعية الأصالة الاسلامية، فقد صرح النائب إبراهيم بوصندل بأنه جمد نشاطه في الجمعية منذ العام 2010 حتى قدم الاستقالة بعد الانتخابات مباشرة، فيما قال النائب باسم المالكي بأنه انسحب من عضوية الجمعية منذ العام 2018، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، هي إعلان النائب الأسبق علي المقلة بأنه قدم استقالته إلى رئيس الجمعية الشيخ عبدالحليم مراد بتاريخ 28 نوفمبر 2022، وبذلك خرجت الاستقالات الأخرى إلى العلن.

فبمجرد الإعلان عن استقالة النائب الأسبق علي المقلة من الجمعية في الصحافة المحلية، تلاقفتها وسائل الاعلام والتواصل الإجتماعي، باعتبارها حدثاً غير عادي، في حين اعتبرها البعض بمثابة ذوبان رأس جبل الجليد، فقد تلاها الإعلان عن استقالة النائبين السابقين ابراهيم بوصندل عدنان المالكي، فهل تؤدي هذه الاستقالات إلى مراجعات جادة تقود إلى تقويم شامل لأداء الجمعية التي يفترض أنها قد شبت عن الطوق وأكملت عقدين كاملين من عمرها.

ويرى بعض المراقبين أن أداء الجمعية قد شهد تراجعاً كبيراً منذ غادرها قادة الصف الأول من المؤسسين إلى تقلد مهمام ومسؤوليات رسمية في الحكومة ومجلس الشورى، بعد أن ساهموا في صياغة الأسس ووضع الهياكل التنظيمية، ورسم التوجهات السياسية واختاروا العناصر المناسبة لتأسيسها من بين المنتمين لجمعية التربية الإسلامية بإعتبارها الحاضنة الرئيسية لهذا التيار الإسلامي.

وإذا صحت هذه التحليلات والقراءات التي تنتقد أداء الجمعية فسيكون على الجمعية المبادرة إلى اطلاق حوارات داخلية تعيد توجيه دفة القرار، وربما العمل على اختيار قيادة بديلة وشابة تتمتع بالقبول والحماس اللازم، وتتمكن من ضبط ايقاع الأداء السياسي داخل الجمعية، أو تطعيم القيادة الحالية بعناصر تتمتع بحضور وقبول أكبر حتى تتمكن من إنقاذها قبل فوات الأوان.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل سنشهد خطوات ملموسة لتنشيط جمعية الأصالة قريباً؟ وما مدى تأثير ما يحدث بداخلها من إرباكات حسب إشارة النائب علي المقلة في كتاب استقالته للجمعية المنشور يوم أمس؟ وهل سيكون لذلك انعكاس سلبي على عموم نشاط تيارات وجمعيات الإسلام السياسي في البحرين؟ ذلك ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، وهو ما سنتعرض له في المقالات التالية، حفظ الله بحريننا الغالية من كل مكروه.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى