
فريدريك العاشر يتربع اليوم على عرش الدنمارك
بعد أن فاجأت الملكة مارغريت الثانية الدنماركيين بإعلانها في خطاب بمناسبة العام الجديد أنها ستتنازل عن العرش في 14 يناير، بعد أن حكمت لما يعادل 52 عاماً، وأنها تعتزم تسليم العرش لابنها الأكبر وولي عهدها الأمير فريدريك. تبدأ اليوم مراسم تسليم العرش في الدنمارك. وعللت الملكة قرارها بأن “العملية الجراحية التي أجريتها أثارت فيَّ تفكيراً حول المستقبل، وحول مسألة ما إذا كان الوقت قد حان لنقل المسؤوليات إلى الجيل القادم”.
وسينال الأمير فريدريك، بعد تنصيبه على العرش، لقب “الملك فردريك العاشر”. ويُعَدّ ولي عهد الدنمارك شخصية غامضة، إذ ظلَّ بعيداً لوقت طويل عن أنظار الصحافة المحلية والدولية، على الرغم من اشتهاره بحبه للاحتفالات في شبابه ودفاعه عن قضايا البيئة، ومن المتوقع أن يلقي خطاباً للأمة.
ولن تكون هناك مراسم تتويج، ولكن تسليم العرش سيتم عند توقيع مارغريت الثانية إعلان تنازلها عن العرش، وذلك خلال اجتماع بالبرلمان بمشاركة الأمير فريدريك وابنه الأكبر كريستيان ولي العهد الجديد.
ويأتي قرار مارغريت الثانية بعد توليها العرش عام 1972 عقب وفاة والدها فريدريك التاسع.
أمير فريدريك
وُلد الأمير فريدريك عام 1968 لأمّ هي ملكة الدنمارك وأب دبلوماسي فرنسي من أسرة نبيلة اسمه هنري دو لابورد دو مونباز. وعُرف الأمير بتمرده خلال فترة مراهقته، إذ يصفه المختصون في شؤون العائلة الملكية الدنماركية بأنه “كان مراهقاً وحيداً ومعذّباً”.
وقالت غيتي ريد، الخبيرة في شؤون العائلة الملكية بالدنمارك، إنّ الأمير فريدريك “لم يكن متمرداً بالمعنى الدقيق للكلمة، لكنه في طفولته وشبابه لم يبدِ ارتياحاً للأضواء حوله ولمستقبله بأن يصبح ملكاً”.
وتلقى الأمير دراسته الجامعية في جامعة آرهوس، ودرس لمدة سنة كاملة في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة باسم مستعار هو فريدريك هينريكسن، وتخرَّج فيها عام 1995، ونال درجة الماجستير في العلوم السياسية، وكان أول فرد في الأسرة الملكية الدنماركية الذي يكمل دراسته الجامعية.
وحسب ما كتبته صحيفة الغارديان البريطانية فإنّ عدم رضا الأمير فريدريك عن حياته دفعه ليجد العزاء في حب السيارات السريعة والاحتفال والرياضة. وسبق للأمير أن أفصح: “لا أريد أن أقفل على نفسي في قلعة، أريد أن أكون على طبيعتي، إنساناً”، مشيراً إلى أنه سيحافظ على هذا السلوك حتى بعد توليه العرش.
ويبلغ الأمير فريدريك اليوم 55 عاماً، وهو متزوج بالأميرة ماري دونالدسون الأسترالية الأصل. وأنجب الزوجان الملكيان أربعة أبناء، أكبرهم الأمير كريستيان الذي يبلغ من العمر 18 عاماً.
مناصب عسكرية مدافع عن البيئة
وعلى الرغم من ابتعاد الأمر فريدريك عن الأضواء فإن له شعبية كبيرة بين عموم الدنماركيين، وكشفت وسائل إعلام دولية أن 80% من الشعب راضٍ عن تولي ولي العهد عرش البلاد.
وعدا دراسته الجامعية وهواياته الجامحة، يُعرف الأمير فريديريك بأنه عسكري متمرس، فقد خدم في ثلاثة أسلحة مختلفة داخل الجيش الدنماركي. وعمل الأمير ضمن فيلق الضفادع البشرية التابع لبحرية بلاده، وكان أحد الأربعة الذين اجتازوا جميع اختبارات هذا الفيلق، من بين نحو 300 مجند، ويلقبه رفاقه في السلاح بـ”بينغو”، أي البطريق.
وسياسياً، يشتهر الأمير فريدريك باهتمامه الكبير بقضايا البيئة والمناخ ودفاعه عنها. وحسب الموقع الرسمي للعائلة المالكة في الدنمارك فـ”منذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP-15) في كوبنهاغن عام 2009، التزم الأمير (فريدريك) التركيز على التحديات المناخية والبيئية، لا سيّما جعل الدنمارك دولة تضرب مثالاً في التحول الأخضر”.
ويُعرف القليل عن المواقف السياسية للأمير، ذلك نظراً إلى ابتعاده عن الصحافة، وإلى شكل النظام الملكي في البلاد الذي يقصر مهمة العاهل على دورها الشرفي، أي إنه لا يتدخّل في السياسة الداخلية الحزبية للبلاد. وعقب توليه العرش في 14 يناير/كانون الثاني الجاري سيصبح الملك فريدريك العاشر ملك الدنمارك وغرينلاند وجزر الفارو.
يذكر أن الأمير فريدريك قد عمل في البعثة الدنماركية لدى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك عام 1994، بالإضافة إلى عمله كسكرتير أول في السفارة الدنماركية في باريس بين عامي 1998 و1999.