
غزة انتصرت “إسرائيل” هزمت في حربها الوجودية… ماذا عن اليوم التالي؟
ميخائيل عوض
فرضت الهدنة في غزة وتمت الاستجابة لشروط حماس، وتصرف السنوار كقائد فذ، في الحرب والتفاوض، ونجحت المقاومة وفصائلها في خوض حرب وادارتها من موقع الإدارة والسيطرة، والتحكم. ونجحت المقاومة بمنع إسرائيل من تحقيق أي من أهداف غزوها البري وأو من حربها التدميرية، وعدوانها السافر على المدارس والمستشفيات والإعلاميين والفرق الصحية والأبرياء والأبنية في حرب الابادة والتهجير.
غزة انتصرت وأكدت أنها أسطورة الشعوب في المقاومة والصمود والتضحية.
فالنصر والمنتصر في الحروب يتقرر بموجب ما تحقق من الأهداف وليس بمدة أو مسارات الحرب أو كلفتها.
وعليه؛ فحماس والمقاومة أعلنت أهداف لعمليتها الأسطورية بالعبور الى غلاف غزة وحصرتها بتبييض السجون، وتحرير الاسرى، وحماية الاقصى والشعب الفلسطيني في الضفة وال48.
هكذا بعد 47 يوماً تنتزع غزة انتصاراً وتفرض أهدافها وشروطها، بينما إسرائيل وقيادتها بلسان نتنياهو ووزير دفاعها ووزرائها وقادتها رفعوا شعار؛ أنها حرب وجودية، وأن هدفها سحق حماس واستعادة الأسرى من دون تفاوض، واحتلال غزة وإقامة سلطة موالية لها تضمن أمنها اوخ تهجير الغزاويين إلى سيناء والتخلص منهم ومن مقاومة غزة.
الإسرائيلي هزم ولم يحقق أي من اهدافه في الحرب ولا حتى اكتشاف نفق واحد، او منع المقاومة من رجم تل ابيب بوجبات من الصواريخ الثقيلة. وتكبدت خسائر عسكرية مهولة بالمقارنة مع فارق القوة والقدرات بين جيشها وفصائل المقاومة في غزة.
المنطق والعلم والقوانين العسكرية، والموسوعات والقواميس والدراسات العسكرية وقواعد الحروب وتعريف المنتصر والمهزوم في الحروب منذ بدء التاريخ تشهد وتقطع مع الوقائع المعاشة والمحققة بان غزة والمقاومة انتصرت وراكمت مكاسب ونقاط في جولة طوفان الاقصى، وانتصارها عظيم وكبير وبنتائج عظيمة وفرط استراتيجية.
عظمة الانتصار بانه هزم إسرائيل وهي مستنفرة وفي حالة تعبئة عامة وإعلان حرب.
وأميركا والأطلسي تقود الحرب في الميدان والسياسة والدبلوماسية والإعلام مباشرة، وكل هذا لم يكن مسبوقاً في الحروب والجولات السابقة، وبانتصار غزة هزمت اسرائيل في حربها الوجودية وليست في حرب او جولة او معركة، وهزمت أميركا والأطلسي واحلافها.
انتصار غزة مؤسس لحقبة جديدة مختلفة عما كان، ونتائج الانتصار وتجلياته ستظهر تباعاً، بما هي وقائع واحداث ومؤشرات لتحولات ذات طابع نوعي واستراتيجي.
غداً، هزمت إسرائيل في حربها الوجودية… فماذا عن اليوم الثاني؟