التقدم العلمي والحضارة…

بقلم د. نبهان عثمان غانم – فلسطين

أمس شاركت في مؤتمر دولي حول العديد من القضايا العالمية، بعض المتحدثين عبروا عن إعجابهم بالحضارة الغربية وتقدمهم العلمي ونظافة شوارعهم ، ومظاهرهم ولبسهم المرتب الأنيق، وأشار البعض منهم إلى عدم نظافة شوارعنا، وفوضى أحذية المصلين في الجوامع عند الصلاة.
كنت أحد المتحدثين الأساسيين، في الندوة. وكنت سأتحدث حول أحداث مضيق باب المندب وأثرها على الحرب الإجرامية التي تشنها (إسرائيل) ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية.

بعد سماعي لمحاضرات البعض حول الحضارة الغربية، وخلطهم بين مفهوم التقدم العلمي ومفهوم الحضارة، عدلت عن موضوع محاضرتي وتحدثت عن مفهوم التقدم العلمي والحضارة، وكان أول ما أشرت إليه هو تعريف مفهوم الحضارة، بينت أن الحضارة لا تقاس إطلاقاً بنوعية وكمية الآلات التقنية ولا بنوعية وكمية الطائرات والدبابات والصواريخ والتقنية المنتجة، مبيناً بأن التقدم العلمي الغربي أنتج القنابل الذرية التي قتلت آلاف البشر في هيروشيما ونجازاكي في اليابان، ومشيراً إلى أن طائرات B52 الاميركية قد اغتالت وقتلت مئات بل آلاف من البشر في فيتنام والعراق وسوريا وفي ودول كثيرة في العالم.

الحضارة الغربية التي تتشدقون بها أيها السادة، يجب أن تقاس بقدرة الإنسان على خلق بيئة التجانس والتنسيق مع أخيه الإنسان ومع الطبيعة من حوله، فالتقدم العلمي لا يشكل مقياساً لحضارات الشعوب والإنسان، لكن الحضارة الغربية التي أعجب بها البعض منا، أنتجت للبشرية الفكر النازي والفاشي وأبادت شعوباً مسالمة وبريئة، وأنتجت نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا والكيان الصهيوني العنصري المجرم في فلسطين، فما هي الفائدة التي جنتها الإنسانية من هذا التقدم والحضارة الغربية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى