حان الوقت لاسقاط التطبيع – 2

كتب محمد حسن العرادي – البحربن

اذا كانت بعض الدول العربية قد وقعت في الخديعة الصهيونية التي روجت لدولة الكيان باعتبارها أقوى دولة في المنطقة، خاصة بعد تسويقها لهم بوابة لنيل رضى وحماية الولايات المتحدة الأميركية التي تعيش فترة حرجة وهي تحارب من أجل الاحتفاظ بموقعها الريادي كأكبر دولة في العالم، فإن ما قامت به المقاومة الفلسطينية في غزة هاشم يوم 7 أكتوبر 2023 قد أطاح بهذه الأكاذيب والأوهام، وكشف زيفها وهزالها أمام دول العالم كافة.

لقد رأينا كيف تمكنت ثلة من المجاهدين المؤمنين بالله وبقضية فلسطين العادلة، تمكنوا من الاطاحة بالأسطورة القائمة على الخديعة والزيف، حتى صدقت النبوءة القائلة بأن الكيان الصهيوني” أوهن من بيت العنكبوت” ، حتى أن الصهاينة أنفسهم باتوا مقتنعين بأن دولتهم اللقيطة توشك على لفظ انفاسها الأخيرة، وفي أقل الأحوال بدأت مسارات الانحلال والتفسخ على طريق التفكك والتلاشي، خاصة بعد أن ارتفعت وتيرة الهجرة المعاكسة، نتيجة سقوط أسطورة الأمن والجيش الذي لا يقهر.

لقد اكتشف الصهاينة وشذاذ الآفاق أن الوعود التي أغدقت عليهم بالعودة إلى أرض العسل واللبن والتين والزيتون، قد بنيت على الدجل والخرافة، وبات الكثير منهم يعرف يقيناً ان الدول الإستعمارية الكبرى قد استخدمتهم دروعاً بشرية حماية لهذه الدولة الطفيلية المخترعة لتنفيذ المخطط الجهنمي للسيطرة على المنطقة العربية وتقطيع أوصالها خدمة للمصالح الامريكية والغربية التي تهتم فقط باستمرار تدفق النفط والغاز لتشغيل المصانع والمعامل وتصريف المنتجات الأوربية في هذه الاسواق الاستهلاكية الكبيرة.

وهكذا فإن المزيد من اليهود الذي هاجروا إلى فلسطين سيكتشفون مدى الاستغلال الذي تعرضوا له على أيدي الصهاينة، وسيعودون من حيث أتوا، خاصة بعد أن انتفض الشعب الفلسطيني البطل وقرر استعادة زمام المبادرة، على طريق تحرير وطنه من البحر إلى النهر، مقدماً في سبيل ذلك عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والضحايا قرابين فداء، من أجل إحقاق الحق وتكريس العدالة الإلهية وعودة الأرض إلى أصحابها الحقيقيين.

لقد ايقضت غزة ضمير العالم قاطبة، فسارت الاحتجاجات في كافة العواصم العالمية منددة بالاحتلال الصهيوني وما يرتكبه من جرائم إبادة وتدمير ضد الانسانية على أرض فلسطين، حتى وصلت هذه الاحتجاجات إلى عقر العاصمة الأميركية التي ارسلت قياداتها وأساطيلها الحربية من أجل حماية هذا الكيان المسخ الذي سقط في امتحان المواجهة أمام أهل الأرض الحقيقيين، وتبين للجميع بأن هذا النظام العنصري غير قابل للحياة بدون استمرار الدعم والاسناد الأميركي والاوروبي الغربي غير الاخلاقي، الذي عمل ويعمل على بقاء هذا الكيان المبتّز أطول فترة ممكنة من اجل استمرار الهيمنة والسيطرة والتفوق العرقي الاستعماري على منطقتنا العربية ونهب ثرواتها.

من هنا فاننا نطالب الدول العربية التي تعرضت لضغوط هائلة من أجل المضي في توقيع اتفاقيات التطبيع مع هذا الكيان المسخ، بأن تراجع قراراتها، وتحرر بلدانها وشعوبها من هذا الدنس الذي أبتليت به، فلقد انكشف المستور وبأن هزال هذا النظام المؤقت الذي ثبت بأنه غير قادر على حماية نفسه أو ضمان عناصر العيش والحياة بدون إستمرار تدفق المساعدات الأمريكية والاوربية، فاذا كان هذا النظام بحاجة لمن يحميه، فكيف يدعي قدرته على توفير الحماية للاخربن.

انها خطوة شجاعة تنتظرها الشعوب العربية والإسلامية قاطبة وأحرار العالم في كل مكان، من أجل تحرر فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين من دول الشتات إلى بياراتهم ومزارعهم وبيوتهم وانهارهم وزيتونهم وتينهم وزعترهم وأرضهم التي قدموا من اجلها الغالي والنفيس، واذا كانت بعض دول أميركا اللاتنينية قد بادرت إلى قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ردا على المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد أطفال ونساء وأهل فلسطين، فإن دولنا العربية اولى باتخاذ هذا القرار والبراءة من دنس التطبيع، خاصة ونحن نعلم ان كافة الشعوب العربية والاسلامية ترفض التطبيع وتناصر لفلسطين وللحديث صلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى