الضربة القاضية والصفعة الصلدة على وجه المحتل و اتباعه

د. مي خليل مراد

تشرين الأول/ اكتوبر 2023 شهر استثنائي سيكتبه التاريخ وسمة عار على جبين المحتل والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والعرب المطبعين، فيه أثبتت حركة حماس المقاومة قوتها وعدم الرضوخ والثبات بالرغم من كثرة المجازر التي تعرض لها ابناءها في غزة.

وكان بإعتقاد الأعداء دخول هذه الحرب ستحقق أهدافهم و ستكون المستنقع الذي يقضي به على المقاومة ومناصرين لها في لبنان والقضاء على حركة حماس المقاومة والجهاد الاسلامي ومناصرين لهم في فلسطين.

مع تتبع ما حصل خلال السنوات الماضية وكل ما يخطط له العدو الصهيوني بعد انكسار هيبته واذلاله على يد المقاومين الشرفاء جنوب لبنان في 25 أيار/مايو من عام 2000 أثار غضبه، فأجهز مع حلفه يخطط للقضاء على حزب الله المقاوم وكل من يقف إلى جانبهم ويؤيدهم في الداخل وفي باقي المنطقة العربية، لأنه يجد بهم حاجزاً منيعاً أمام مخططه الصهيوني في الهيمنة على الشرق الأوسط والخلاص من كل من يقف رادعاً أمامه.

و ما آل إليه من مخططات أيضاً بعد هزيمته الكبرى عام 2000 الهزيمة التي قضت على هيبته، وأظهرت للعالم أنه أوهن من بيت العنكبوت، في تموز عام 2006 استمرت الحرب ثلاثين يوماً خرج منها هذا العدو مذلولاً ومهزوماً ومنكسراً ومتحطماً، وكانت الصفعة القاسية المريرة التي مرغت وجهه ووجه اتباعه بالوحل، وأعدمت بصيرتهم وبصيرة كل من يفكر المساس بلبنان.

عندها أجهز العدو يخطط لقطع كل سبل الإمداد للمقاومة ولو كلفه ذلك تدمير المنطقة بالكامل من أجل استعادة ذرة صغيرة من هيبته، فأسقط جميع الأنظمة العربية بواسطة الثورات بادعاء إقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أجهض بأرضه، واجهضت معه كونداليزا رايس الى الربيع الاسود بإثارة الثورات، وخلق الحركات المعادية للمقاومين التي استدركها الشعب المقاوم الشريف وأجهضها في سوريا وأجهض إجرام الدواعش معها.

بعد كل هذه الهزائم المتتالية عاد العدو ومطبعينه إلى بث الفتنة الطائفيه والحزبيه في لبنان و إيثارة المظاهرات والثورات، وسرقة البنوك والحصار الاقتصادي على شعب المقاومة الذي صبر وصمد بوجه كل ذلك…

و لطالما يوجد شعب مقاوم يرفض الاحتلال الصهيوني لبلاده ويحارب لأجل استرجاع أرضه من الدنس، ويرفض الخضوع والاستسلام لن يسكت العدو، بل سيبحث عن أي ثغره تدخله على المنطقة ولو كلفه ذلك إهراق دم العالم كله من أجل تحقيق هيمنته على البلاد وليس على فلسطين فقط.

وها هو ما خطط اليه العدو المحتل بقيادته المختله عقليا لا يمكن أن يختلف عما سبق من تضيق وخناق وفتك بالشعب وإيقاع المجازر الدموية على أهل غزة ومحاصرتهم عسكرياً و اقتصادياً، وحرمانهم من كافة مستلزمات الحياة واقفال جميع الأبواب والمنافذ عنهم بمساندة حكام العرب المطبعين، كما أنه حشد جيوشه على الحدود اللبنانية كي يدخل هذه الحرب من بابها الواسع، باعتقاده أنه احكم الأمور لمصلحته في تحقيق النصر و بمساندة مطبعينه في الداخل اللبناني الذين ارتفعت ابواقهم وعلا صراخهم من دون خجل ولا حياء لعدم استقبال النازحين من القرى المحاذية للشريط الحدودي.

لكن حزب الله المقاوم بقيادة السيد حسن نصرالله صاحب البصيرة الفذة والحكمة الصائبة بإدارة و قيادة الحروب ووعيه لما يخطط وكل ما يدور من حوله، وما ينوي إليه هذا العدو الغاشم من الأمام ومطبعين له من الخلف وما يحاك أسفل الطاولات وداخل القاعات، قد استدركها و أربكهم بصمته وجعلهم يتخبطون ولا يدركون ما ينوي إليه وما يقوم به، كما أثار غضب وسخط عملاء الداخل الذي أخذ صراخهم يعلو ويرتفع بخبثهم عندما استشعروا اجهاض مخططهم الذي كان سيكلف المزيد من هرق الدماء، ما سيثير على سماحته أهل النفاق في الداخل كالمعتاد ويتهمونه بأنه السبب في توريط لبنان بهذه الحرب الدموية، وهذا ما كان ينوي إليه العدو المطبع قبل العدو الصهيوني.

كانت غاية العدو زج حزب الله بالحرب للإنقضاض عليه من الخلف بواسطة أدواتهم المتغلغلة بالداخل اللبناني، مع إغلاق الأبواب على شعب المقاومة ومحبينها في المناطق الضيقة ومحاصرتهم للقضاء عليهم.

إن استدراك هذه المؤامرة الوسخة ستظهر نتائجها بعد الانتهاء من الحرب، وسيرى العالم دناسة العدو الصهيوني الجزار وعملاءه.

فالعدو لا يجد عائقاً يمنعه أو يقف بوجهه و لا أي حاجز منيع رادع لمشروعه والحد من جنونه إلا المقاومين الأشاوس، لأجل ذلك ضيق الخناق على الغزاويين باستدراج حركة المقاومة الإسلامية حماس لهذه الحرب كي يغرقها ويغرق حزب الله المقاوم وحركة الجهاد والڨسام في المستنقع وبهذا المخطط يتم الخلاص عليهم معاً.

لكن سيد البصيرة بحكمته وقيادته الراجحة استوعب ما يخطط له عمل على صد الحرب الأمامية مع العدو وردع المطبعين من الخلف، مع دعم واعطاء كل ما يطلبه الواجب تجاه حركة المقاومة الإسلامية حماس وهو سند قوي لها بالضهر ومن جميع الأتجهات لكي لا تخفق ولكي تحصل النصر بيديها.

من هنا يكون السيد قد قطع آخر نفس للصهاينة ومشروعهم، وبذلك تكون الضربة الأخيرة حتى التحرير والخلاص من العدو المحتل بيد أصحاب الحق واهل الأرض، ويكون بذلك قدم أكبر صفعة على وجه العرب الخونة المطبعين الذين خانوا أرضهم وعرضهم وبلادهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى