
الكيان الصهيوني يتهاوى… أمام ضربات المجاهدين
كتب محمد حسن العرادي – البحرين
على مدى 75 عاماً بالتمام والكمال خدعتنا الدعاية الصهيونية بأسطورة الجيش الذي لايقهر الكاذبة، إعلام زائف ضخّم القوة العسكرية لهذا الكيان، وجعل منه بعبعاً يخيف به الشعوب العربية والإسلامية، حتى اقتنع بعض الساسة العرب المخدوعين بأن من الضرورة أن يسبحوا بحمد هذا النظام الجبار، فراحوا يلوذون به ويتقربون منه ظناً منهم بأن (القرب منه سعد) وأن التطبيع معه هو البوابة التي سيحصلون من خلالها على الانظمة الأمنية المتطورة والتكنولوجيا الحديثة التي تجعلهم في أمن وأمان من شياطين الإنس والجان.
وزاد في تجميل الصورة وتضخيمها تلك الدعاية الأميركية الممنهجة التي جعلت من دولة الكيان بوابة الرضا والغفران للتقرب من السادة الامريكان، فراحت تضغط على الجميع من أجل أن يرضخوا للتنسيق والتطبيع مع هذا الكيان الجبان، ولم تكتفي بذلك بل فرضت الكثير من المعاهدات والاتفاقيات تحت تسميات ما أنزل الله بها من سلطان في سبيل تفوّق هذه الكيان المسخ الذي ولد من رحم الانتداب والاستلاب ليؤدي وظيفة الحراسة البائسة أسوة بالكلاب البوليسية التي تستخدم للترهيب والتعذيب.
وفي غمرة التيه والتوهان والإيمان بالصهاينة والأمريكان التي عاشتها بعض الأنظمة العربية المغلوبة على أمرها، إلى درجة التماهي والشعور بالفرح والتباهي لارتباطاتها مع هذا الكيان المسخ، ظناً منها بأنها تستند إلى جدار صُلب من الضمانات الأمنية والاستخبارية والعسكرية والسياسية،
وإذا بالعالم يستيقظ على هول المفاجئة المدوية ليكتشف بأن هذا النظام مصاب بمرض الهشاشة والانحلال والانفصام، فلا هو قادر على حماية نفسه ولا هو قادر على اكتشاف ما يجري على حدوده المصطنعة المسورة بالنار والحديد، والكاميرات ذات المنظار القريب والبعيد.
وهكذا اكتشف المخدوعين بهذا النظام المريض والسقيم، كم تم تضخيمه والنفخ فيه كبالون امتلئ بالهواء الساخن فطار وحار حتى حانت لحظة الانفجار والتكسر كالفخار الذي تناثر بدون سابق إنذار إلى قطع صغيرة يصعب إعادة تركيبها وترقيعها من دون مدد وسند من أمريكا الأب واوربا الجد، حتى انهارت الأسطورة أمام صمود أهل الارض الذين عاشوا تحت الحصار 17 عاماً، بدون عون من صديق أو جار لصيق في ظل الاعتداءات الوحشية البربرية ليل نهار، وفي فجر السابع من تشرين أول أكتوبر 2023، كسر المجاهدون الصمت وعبروا الحدود بدقة واتقان ليضعوا حداً لغطرسة هذا الكيان الجبان.
في ذلك السبت المجيد 7 أكتوبر 2023 العتيد، أعيد إنتاج مشهد الانتصار في 6 أكتوبر 1973 بعد نصف قرن من الزمان، فإذا بالأسوار تتهاوى والقواعد العسكرية خاوية على عروشها، وإذا بالطائرات الحربية تُجر على القاطرات وكأنها اعجاز نخل خاوية، وإذا بافراد الجيش الصهيوني يساقون إلى الأسر بكل ذل وأمتهان، وهم يترجون الرفق بهم خوفا من الذبح كالخرفان في عيد الغفران.
في بضع ساعات سقط القناع، وانكشف التهويل والخداع وراح الصهاينة يولولون ويطلبون الدعم من ماما أمريكا التي أصابها الذعر والجنون، فراحت تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وأرسلت حاملات الطائرات “جيرالد فورد” إلى المنطقة لحماية ربيبتها المهزومة، ثم اصدرت الأوامر بتشكيل جسر جوي لمد المهزومين بالسلاح والذخيرة، وانقاذهم من هذه الفضيحة الخطيرة، وهي وحلفائها في حيرة ما بعدها حيره.
لقد سقط الكيان في الامتحان أمام ضربات طوفان الأقصى الذي خططه ونفذه المجاهدون الفلسطينيون الشجعان، أولوا البأس الشديد الذين جاءوا من البر والبحر والجو كأنهم طيور أبابيل ترمي الصهاينة بحجارة من سجيل فتجعلهم كالعصف المأكول، فلا ترى منهم سوى البكاء والنوائح، والاستنجاد بكل الصهاينة في العالم من أجل انقاذهم من الهزينة أمام حفنة من المجاهدين المؤمنين بربهم ودينهم وقضيتهم وحقهم في تحرير تراب وطنهم .
أفبعد كل هذا يُعاد تسويق هذا الكيان باعتباره المنقذ وضامن الأمن والأمان، ألم تحن اللحظة الحاسمة لتمزيق كل اوراق المذلة والهوان ومعها “اتفاقيات ابرهام” التي تم توقيعها تحت الضغط والدجل وكذب الوعود الأمريكية، فانكشف هزالها، وبان بؤسها وخوائها، ولم يعد من المجدي التمسك بها، بعد أن مرّغ الفلسطينيون الأبطال أنوف الصهاينة في الهوان والاذلال، ولم يعد ينفعهم كل هذا القتل والدمار والترويع وهدم البيوت والمساكن على أصحابها في غزة هاشم الصابرة الصامدة، لأن كل ذلك لن يعيد ترميم الأكاذيب ولن يُرمم سمعة العدو وقيادته المختومين بالهزيمة الواضحة للبعيد والقريب، فهل هناك من مُتعظ؟