
فوز أمين معلوف بمنصب الأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية
فاز الكاتب الفرنسي-اللبناني أمين معلوف بمنصب الأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية بعد منافسة مع الكاتب جان كريستوف روفان، وتُعنى الأكاديمية برعاية اللغة الفرنسية وتضم 40 عضواً. وكان معلوف والكاتب الفرنسي جان كريستوف روفان المرشحين الوحيدين لمنصب الأمين العام الدائم للأكاديمية الفرنسية خلفاً للمؤرخة إيلين كارير دانكوس التي توفيت في آب/أغسطس. وفاز معلوف بهذا المركز بأغلبية 24 صوتاً مقابل 8 لروفان.
والأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية هو العضو الذي يدير هذه المؤسسة التي تُعنى باللغة الفرنسية وتطويرها. ولم يشغل هذا المنصب سوى 32شخصاً منذ سنة 1634.
وكان المنصب شاغراً منذ وفاة إيلين كارير دانكوس، أوائل الشهر الماضي، بعدما شغلته منذ 1999.
ورغم أن الأمينة الدائمة السابقة المتخصصة في الشؤون الروسية لم تسمّ أحداً لخلافتها، كان يُنظر إلى معلوف على أنه المرشح الأوفر حظاً لقيادة الأكاديمية، إذ تحظى شخصيته بالإجماع، نظراً إلى انخراطه القوي في أنشطة المؤسسة التي انضم إليها عام 2011.
وقد تنافس معلوف مع صديقه جان كريستوف روفان (71 عاماً)، الطبيب والدبلوماسي السابق والحائز جائزة غونكور عام 2001، وانضم إلى الأكاديمية عام 2008.
وأبدى جان كريستوف روفان انزعاجاً من الابتعاد عن مظاهر المنافسة الديموقراطية في انتخاب رأس المؤسسة العريقة التي تتباهى بمواكبتها الحداثة. ونقلت مجلة “إم” التابعة لصحيفة “لوموند” الفرنسية اليومية عنه قوله، السبت: “كأننا في كوريا الشمالية”.
وحصلت عملية الانتخاب بصورة مغلقة، خلال الجلسة الأولى للأكاديمية بعد العودة من الإجازة.
وأمين معلوف (74 عاما) كاتب فرنسي من أصل لبناني، حائز على جائزة غونكور عام 1993 عن روايته “Le Rocher de Tanios” (“صخرة طانيوس”)، وكان مرشحا معلنا منذ فترة. وهو أحد وجوه الروايات التاريخية المُستلهمة من الشرق، وركز في أعماله على مسألة تقارب الحضارات.
وتوجه جان كريستوف روفان نفسه إلى أمين معلوف لدى استقباله في الأكاديمية سنة 2012 “أنت بالفعل رجل ذو لباقة خالصة وتظهر لديه في كل مناسبة علامات التقدير الكبير لجميع من يخاطبه”.
سيرة أمين معلوف
في تموز/يوليو، أنهى أعضاء الأكاديمية النظر في كلمات الطبعة التاسعة من قاموس الأكاديمية الفرنسية التي تضم ما يقرب من ضعفَي عدد الكلمات الموجودة في النسخة الثامنة.
ومع أن قاموس الأكاديمية يلقى معارضة لغويين كثيرين يأخذون عليه طابعه المتزمت، يُعدّ أداة قيمة لمتابعة تطور اللغة الفرنسية. ومختلف إصداراته مُتاحة مجانا عبر الإنترنت.
وتضم الأكاديمية 40 مقعدا يشغل 28 منها رجال وسبعة عائدة لنساء، فيما ثمة خمسة مقاعد شاغرة في انتظار الانتخابات.
وزيرة الثقافة
وقالت وزيرة الثقافة ريما عبدالملك، وهي أيضا فرنسية من أصل لبناني، لدى وصولها إلى مقر الأكاديمية بعد الانتخابات “إنه اختيار ممتاز، (…) كاتب عظيم، ورجل أخوّة وحوار وتهدئة”. وأكدت أن انتخاب معلوف يحمل “رمزية رائعة لجميع الناطقين بالفرنسية في العالم”.
الطاهر بنجلون يعلق على انتخاب معلوف أمينا عاما
وسيعفى الأمين العام الدائم الجديد على الفور من المهمة التي كرست لها إيلين كارير دانكوس الكثير من الطاقة، وهي إكمال الطبعة التاسعة من قاموس الأكاديمية، إذ إن هذه المهمة أوشكت على الانتهاء.
لكن ثمة مسألتان ملحتان أخريان ستشغلانه.
في المقام الأول: الشؤون المالية. فالأكاديمية الفرنسية، كغيرها من فروع معهد فرنسا Institut de France، تعاني من وضع مالي حساس، إذ تعيش على عائدات أصولها المالية، وعلى الهبات والتركات.
في عام 2021، حث ديوان المحاسبة على التجديد السريع لمبنى الأكاديمية الفرنسية في باريس، في مواجهة خطر الحريق. وهذه المهمة لا تزال غير منفذة. كما أن محاولة مستشار المعهد، كزافييه داركوس، لجعل الأكاديميات تخسر من استقلاليتها مقابل ما تكسبه على صعيد اتساق الإدارة، باءت بالفشل، في مواجهة معارضة إيلين كارير دانكوس.