أهمية إعادة مأسسة العمل الخيري – 3

كتب محمد حسن العرادي
حان الوقت لتبحث الجمعيات الخيرية عن خطوات تطويرية تغير نمط عملها وتوسع مجالاتها من خلال ضخ المزيد من الكفاءات في الأجهزة التنفيذية لهذه الجمعيات، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تنبهت الجمعيات إلى حاجتها لتأسيس أجهزة تنفيذية نشطة تعمل جنبا إلى جنب مع مجالس إداراتها المنتخبة من قبل الجمعيات العمومية.

لقد قطعت الجمعيات الخيرية شوطاً كبيرا في مجال كسب الثقة والتماهي مع احتياجات المجتمع، كما قدمت الكثير من الانجازات والابتكارات في نوعية الخدمات والمساعدات التي تقدمها، إلا أن هذه الأطر أصبحت بحاجة إلى تطوير مهني يسهم في تحويل هذه الجمعيات الى مؤسسات غير ربحية منفتحة على المستقبل ومتناغمه مع الاحتياجات الحديدة التي تفرضها ظروف وضغوط الحياة المتغيرة.

هذه الجمعيات مطالبة بعدم قصر انشطتها على العمل الاجتماعي والخيري، وتجاوز ذلك الى مجالات أوسع تستكشف آفاق التنمية المجتمعية بكافة مساراتها، وذلك يحتاج إلى تطوير بنيوي يواكب هذه الاحتياجات، بما في ذلك تعديل مسمياتها لتصبح جمعيات خيرية اجتماعية تنموية، بما يتطلبه ذلك من تعديل في انظمتها والقوانين والتشريعات التي تحكم عملها.

ولا شك أن كثيراً من الجمعيات الخيرية قد حققت العديد من المنجزات التي يقف لها المرء احتراما وتقديراً، لكن تطوير العمل يتطلب مواكبة التطور والتغير في الاحتياجات المستجدة والتي تحتاج إلى كوادر متفرغة ومتخصصة في مجالات محددة أصبحت الحاجة إليها أكثر الحاحاً، مثال ذلك العمل على توظيف أخصائيين مهنيين قادرين على تلمس هذه الاحتياجات والمشكلات المجتمعية.

أننا نطالب هذه الجمعيات إلى جانب الجهات المعنية في وزارة التنمية الاجتماعية بالعمل على دعم الجمعيات الخيرية بأخصائيين يعملون بدوام كامل في عدد من المجالات التي سنتعرض لها بشيء من التفصيل في مقال مستقل، واهمها ، أخصائي اجتماعي، أخصائي تعليمي، أخصائي نفسي، أخصائي علاقات عامة وإعلام، أخصائي مالي، أخصائي صحي والعديد من النخصصات التي سوف نتعرض لها اكثر في المقال التالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى