إنها السُلطة الرابعة يا سادة…

كتبت: ريم المحب

يحصُل لغط في عالمنا الحالي وخاصة في لبنان حيثُ يعتقد البعض أنّ وسائل التواصل الإجتماعي هي الصحافة و الإعلام، ويعتقد كُل من صور فيديو تحدّث به عن موضوع مُعيّن رُبما يكون موضوع الساعة أنّه إعلامي، كما يقوم البعض الآخر بنشر خبر أو يُعلّق على موضوع ما أو حدث حصل … أنّه صحافي. والمُلفت في الموضوع أنّ هُناك من يتابعون هذه الوسائل مُعتقدين أنهم يُتابعون وسائل إعلامية.  للأسف هذا خطأ غير مقبول، فالإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي هما أمران مُختلفان. فالصحافي والإعلامي كي يصل إلى مكانته عليه الدراسة والتحصيل العلمي كي يصل لمرحلة الكتابة وتحرير الأخبار وتحليلها وعليه الإلمام بكافة الأمور المسموحة والممنوعة في المجال الإعلامي، كما يجب أن تكون أخباره دقيقة ومحل ثقة وشفافية ودون أي تحيّز…

اللغط الحاصل هو نتيجة إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي أو ما يُسمى Social Media  بكثرة، لا يُمكننا إنكار أن لهذه المواقع مكانة هامة في المُجتمع لكن لا يُمكنها إلغاء دور الصحافة والإعلام فهما الأساس لإنتشار اي خبر حقيقي والإضاءة على الأمور الحياتية والعمل على حل الأمور العالقة التي عجزت عن حلّها باقي السُلطات. أما دور وسائل التواصل الإجتماعي فيقتصر على المُساعدة في توزيع ونشر الأخبار التي تُصدرها الصحف ووسائل الإعلام. فنحنُ لا يُمكننا إعتبار الأخبار التي تنشرها وسائل التواصل الإجتماعي من نفسها من دون أي مصدر إعلامي بمثابة خبر حقيقي فكم من أخبار مُزيفة وشائعات أطلقتها هذه المواقع ووترت الأجواء وأخافت المُتابعين؟؟؟ وهي بالنهاية أخبار عارية عن الصحة والهدف منها فقط تحقيق أكبر عدد من المشاهدات. من جهة ثانية نرى الصحافيين والإعلاميين يذهبون لتحري الحقائق والتأكد منها وتوثيقها لنشرها إلى العلن وكم من قضية قد حُلّت بواسطة الصحافة والإعلام ولعل آخرها قضية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي فقد كانت السُلطة الرابعة هي الفيصل في هذا الأمر وبقي الضغط إلى أن تحقق المراد وغيرها الكثير من القضايا التي ساهم الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب (المواقع الإخبارية الإلكترونية) بحلها ومنها الكثير من القضايا الأمنية الإنسانية والإجتماعية. فحبذا لو ننتبه لهذا الفرق بين هاتين الوسيلتين فنحن لا يمكننا الإستغناء عن الصحافة والإعلام كي نكون على بينة من الأمور بدقة وموضوعية، كما يُمكننا مُتابعة وسائل التواصل الإجتماعي للحصول على الترفيه والتسلية. واليوم في لُبنان تحديداً في ظل غياب السُلطات الثلاث بقي لدينا السُلطة الرابعة للمُطالبة بحقوقنا والضغط لتحقيقها.

ريم المحب

ريم المحب ماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية 🇱🇧❤️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى