ترشيق العمل الأهلي والخيري في البحرين

يكتب محمد حسن العرادي

بين النجاح والفشل علاقة جدلية لا تنتهي، تختلف باختلاف الجهة التي تشرف على العمل والجهة التي تقيّمه، فما أراه أنا نجاحاً، قد يراه غيري فشلاً، وما أراه أنا فشلاً قد يراه الآخر نجاحاً منقطع النظير، وبين وجهتي النظر واختلاف التقييمات، تبقى المنجزات وتحقيق الأهداف والاستمرارية وتطوير العمل وتعاقب قيادات بديلة من الاجيال الجديدة على راس العمل أحد المؤشرات المهمة لقياس مقدار النجاح والفشل.

ولا يختلف الأمر بين العمل في القطاعات العامة والقطاعات الخاصة والقطاعات الأهلية، فالقطاع الذي لا يجدد الدماء ولا ينقل التجارب والخبرات ولا يجد وسيلة فعالة لعملية التسلم والتسليم للقيادات الشابة المستنيرة والمتحفزة لمواصلة التنمية والتطوير، هو قطاع فاشل لا محال، ومهما قاوم السقوط والتراجع في الأداء، فإن مقاومته ستتراجع شيئاً فشيئاً حتى يأتي اليوم الذي يضطر للإنسحاب والتواري على الأنظار.

من هنا فإننا في الوقت الذي نؤكد فيها على حق المواطنين بممارسة حقوقهم الدستورية بحرية مسؤولة تامة والترشح لكافة المواقع القيادية في كافة القطاعات المجتمعية، وحق الناس في التفاعل معهم أو التخلي عنهم واستبدالهم وفق الآليات التي تحفظ كرامة الجميع، فإننا نؤكد أيضاً بأن على هذه القيادات إعداد الكوادر والكفاءات البديلة، والتسليم بأهمية التغيير، وترشيق القيادات التي تقود مختلف القطاعات.

لقد تجاوز متوسط عمر العمل في جمعيات ومؤسسات القطاع الأهلي أكثر من نصف قرن من الزمان، ومن المُحزن جداً أن لا تجد هذه الجمعيات الكوادر والقيادات البديلة النشطة والمناسبة من أبناء الوطن بين الأجيال الجديدة، وذلك يدل على أحد أمرين، الأول التشبث بالمراكز والمواقع القيادية كنوع من الأنانية وحب الذات، والثاني الفشل في تهيئة كوادر جديدة تتولى استكمال المسيرة وتطوير الأداء، وفي الحالتين فان القيادات التاريخية لمؤسسات القطاع الأهلي تتحمل الوزر الأكبر من المسؤولية عن هذا العزوف.

لقد آن أوان التغيير والاستعداد لتسليم الراية لجيل آخر حتى لا تهرم وتشيخ مؤسساتنا أكثر مما تعانية اليوم من رتابة وابتعاد وقلة إقبال، فتعالوا نُعلق الجرس لضخ دماء جديدة في قطاع العمل الأهلي والخيري من أجل ترشيق العمل في هذا القطاع الحيوي ومحاولة إعادة زخم العمل والعطاء الذي كان يميزه دائماً.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى