علاج ثوري عبر تقنية الذباب لعلاج الأمراض العصبية
أجواء برس
في خطوة جديدة فتحت الباب أمام علاجات ثورية للأمراض العصبية ،
قام باحثون في جامعة ”رايس“ بالتعاون مع جامعتي ”ديوك وبراون“ وكلية ”بايلور“ للطب، بالتحكم عن بعد في حركات ذبابة، عن طريق تنشيط خلايا عصبية معينة عن بُعد.
كنا تعد التكنولوجيا التي تجمع بين الهندسة الوراثية وتكنولوجيا النانو والهندسة الكهربائية، تنشط الدوائر العصبية أسرع بنحو 50 مرة من أفضل تقنية تم إثباتها سابقا للتحفيز المغناطيسي للخلايا العصبية المحددة وراثيا.
ولتحقيق ذلك، استخدم الباحثون إشارات مغناطيسية لتنشيط الخلايا العصبية، حيث سمح لهم ذلك بالتحكم في موضع جسم ذباب الفاكهة الذي يتحرك بحرية حول حاوية.
اما وفقا للباحثين، قد تكون هذه القدرة على تنشيط الخلايا المختارة وراثيا في أوقات محددة، أداة قوية لدراسة الدماغ وعلاج الأمراض وتطوير تقنية الاتصال المباشر بين الدماغ والآلة.
كما تعتمد التقنية الجديدة على علم الوراثة المغناطيسية، وهي تقنية بيولوجية تتضمن استخدام المجالات المغناطيسية للتحكم عن بُعد في النشاط الخلوي.
فيما يمكن تطبيق التقنية، التي تستخدم تنشيط الخلايا العصبية من خلال المجالات المغناطيسية، في حالات مرض باركنسون أو الوسواس القهري أو حتى الصرع، لتحل محل الأقطاب الكهربائية المستخدمة حاليا للتحفيز العميق للدماغ.
كما تجعل التكنولوجيا اللاسلكية الجديدة، سرعة التحكم المغناطيسي عن بُعد قريبة من سرعة الدماغ؛ مما يعطي الأمل في العلاجات بدون جراحة.
ومن جهته قال جاكوب روبنسون من جامعة رايس قائد فريق البحث، إن الهدف طويل المدى من هذا العمل هو إنشاء طرق لتنشيط مناطق معينة من الدماغ لدى البشر لأغراض علاجية دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية.
وبشكل أكثر تحديدا، يعمل روبنسون وفريقه نحو هدف استعادة البصر جزئيا للمرضى المكفوفين.
ويقف وراء تمويل مشروع الوصول العصبي المغناطيسي والبصري والصوتي ”MOANA“، وكالة DARPA ”وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة“، وهي تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومسؤولة عن تطوير تقنيات جديدة للاستخدام العسكري.
كما يعد أحد الأهداف المعلنة لوكالة ”DARPA“ هو تطوير واجهة قادرة على فك تشفير النشاط العصبي في القشرة الدماغية وإعادة توجيه هذا النشاط في دماغ شخص آخر، وهو شيء تم تحقيقه بالفعل مع ذباب الفاكهة.
والبحث الجديد لا يعد المحاولة الوحيدة، ففي عام 2019، ربط علماء صينيون دماغا بشريا بدماغ فأر وتمت برمجته على تتبع الإشارات التي يرسلها الدماغ البشري للخروج من المتاهة.
اما في عام 2021، طور باحثون في جامعة ميامي جسيمات نانوية كهربية مغناطيسية، يمكن دمجها في مجرى الدم البشري، ويمكنها الوصول إلى الدماغ وتسجيل النشاط العقلي للشخص، ونقل هذه المعلومات إلى جهاز كمبيوتر خارجي.