إطلاق ناقوس الخطر وتحذير من ثقب كبير في طبقة الأوزون
أجواء برس
بعد العثور على ثقب كبير في طبقة الأوزون فوق المناطق المدارية التي كانت تتطور منذ الثمانينات،أطلق أحد الأساتذة و تزايدت المخاوف التي يعيشها العالم كل يوم جراء تأثر طبقة الأوزون من عدة ع امل أهمها التغير المناخي ،حيث تعد هذه الطبقة الدرع الحامي من الأشعة الضارة لكوكب الأرض.
وكن جانبه قال البروفيسور تشينغ بين لو، الباحث في جامعة واترلو، إنه يمكن مقارنته بفترة الربيع المعروفة فوق القارة القطبية الجنوبية – لكن المنطقة الجديدة تبلغ مساحتها سبعة أضعاف حجمها.
اما وفقا لما ذكره لو، يمكن أن يكون وجوده ضارا ببيئتنا لأنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجية على مستوى الأرض ويؤثر على 50% من مساحة سطح الأرض.
حيث تعرف طبقة الأوزون بأنها طبقة طبيعية من الغاز تقع في الستراتوسفير – الطبقة الثانية في الغلاف الجوي للأرض.
وعلى الرغم من أن أحوال الطقس في الستراتوسفير الأكثر دفئا من المتوسط قللت من استنفاد الأوزون خلال العامين الماضيين، فإن مساحة ثقب الأوزون الحالية لا تزال كبيرة مقارنة بالثمانينيات، عندما تم اكتشاف استنفاد طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية لأول مرة. وذلك لأن مستويات المواد المستنفدة للأوزون مثل الكلور والبروم تظل مرتفعة بما يكفي لإنتاج خسارة كبيرة في طبقة الأوزون.
اما في السبعينيات، تم الاعتراف بأن المواد الكيميائية التي تسمى مركبات الكربون الكلورية فلورية، المستخدمة على سبيل المثال في التبريد والهباء الجوي، تدمر الأوزون في الستراتوسفير.
فيما في عام 1987، تم الاتفاق على بروتوكول مونتريال، ما أدى إلى التخلص التدريجي من مركبات الكربون الكلورية فلورية، ومؤخرا ظهور أولى بوادر استعادة طبقة الأوزون في القطب الجنوبي.
فيما يُظهر الجزء العلوي من الستراتوسفير عند خطوط العرض المنخفضة أيضا علامات واضحة على الانتعاش، ما يثبت أن بروتوكول مونتريال يعمل بشكل جيد.
ومع ذلك، تحذر دراسة لو من وجود ثقب على مدار العام فوق المناطق الاستوائية مباشرة.
كما قال البروفيسور لو، الباحث في قسم الفيزياء وعلم الفلك وقسمي الأحياء والكيمياء بجامعة واترلو: “تشكل المناطق الاستوائية نصف مساحة سطح الكوكب وهي موطن لنحو نصف سكان العالم. وقد يسبب وجود ثقب الأوزون الاستوائي مصدر قلق عالمي كبير”.
ويمكن أن يؤدي استنفاد طبقة الأوزون إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجية على مستوى الأرض، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد وإعتام عدسة العين لدى البشر، بالإضافة إلى إضعاف أجهزة المناعة البشرية، وتقليل الإنتاجية الزراعية، والتأثير سلبا على الكائنات المائية الحساسة والنظم البيئية.
وجاء اكتشاف ثقب الأوزون لمدة عام كامل فوق المناطق المدارية بمثابة مفاجأة للمجتمع العلمي، حيث لم يتم التنبؤ به من قبل النماذج الكيميائية الضوئية التقليدية.
ومع ذلك، قال لو إن عمله “يبني على دراسات سابقة لتفاعل الإلكترون المدفوع بالأشعة الكونية- (CRE) بدأ آلية استنفاد الأوزون التي اقترحناها في الأصل منذ حوالي عقدين من الزمن.
ويستدعي الاكتشاف الحالي مزيدا من الدراسات الدقيقة حول نضوب طبقة الأوزون، وتغير الأشعة فوق البنفسجية، وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، والآثار السلبية الأخرى على الصحة والنظم البيئية في المناطق المدارية.
ومن جهته قال البروفيسور مارتين تشيبرفيلد، أستاذ كيمياء الغلاف الجوي بجامعة ليدز: “أنا مندهش من نشر هذه الدراسة على الإطلاق في شكلها الحالي. ستكون نتائج هذا العمل مثيرة للجدل إلى حد كبير ولست مقتنعا بأنها صحيحة. لدينا بالفعل فهم جيد لاستنفاد الأوزون القطبي من آليات كيميائية مختلفة وراسخة والتي يمكن أن تفسر الإغلاق البطيء والمتغير لثقب الأوزون في القطب الجنوبي، وهذا البحث الجديد لا يقنعني بخلاف ذلك. الادعاء في هذا البحث لمثل هذه التغيرات الكبيرة في الأوزون في المناطق المدارية لم يكن واضحا في دراسات أخرى مما يجعلني متشككا للغاية. ويجب ألا يعتمد العلم أبدا على دراسة واحدة فقط وهذا العمل الجديد يحتاج إلى تحقق دقيق قبل قبوله كحقيقة.