اكسروا عن سوريا الحصار … وعززوا معها التواصل والحوار – 2

كتب محمد حسن العرادي

حسناً فعلت مملكة البحرين عندما قررت إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة بموجب المرسوم الملكي الصادر في ديسمبر 2021، والذي تم بموجبه تعيين الأستاذ وحيد مبارك سيار سفيراً مفوضاً فوق العادة في دمشق، وهي المرة الأولى التي ترفع فيها البحرين درجة التمثيل مع سوريا لهذا المستوى، وقد استقبل كل من السيد فيصل المقداد وزير الخارجية، و الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد أوراق اعتماد سفير البحرين في يونيو 2022 .

وهكذا عادت العلاقات بين البلدين الشقيقين بعد إنقطاع قارب العشر سنوات على إثر ما سمي بالربيع العربي الذي أصاب العديد من الدول العربية في مقتل عام 2011، وبالمقابل تم تسمية الاستاذ محمد علي ابراهيم سفيراً لسوريا في مملكة البحرين، ومع عودة السفراء بين البلدين، أصبح الطريق سالكاً لتنشيط التواصل والعلاقة بين الشعبين العربيين الشقيقين في سوريا والبحرين .

لقد ساهمت عودة العلاقات البحرينية السورية في تهيئة الظروف المناسبة لحملة التضامن البحرينية الرسمية والشعبية مع سوريا العزيزة، وعندما تعرضت سوريا العربية لكارثة الزلزال التي وقعت في 6 فبراير 2023، وهدّت الكثير من المدن والأحياء السورية وتسببت في الكثير من الضحايا والجرحى واللاجئين، بادرت الهيئة الملكية للأعمال الانسانية بزيارة سوريا للوقوف على ححم الدمار الذي تسببت به الكارثة، وتوقيع مذكرات تعاون وتنسيق عاجل لارسال المساعدات الاغاثية وبحث زيارة وفود بحرينية طبية وصحية.

وفي المقابل فإن المواطنين البحرينيين والمقيمين من الجاليات العربية والأجنبية إضافة إلى الأخوة السوريين المتواجدين على أرض البحرين، قد هبوا للوقوف إلى جانب سوريا الشقيقة، وتم تسيير قافلتي مساعدات إغاثية بالتعاون مع السفارة السورية بالمنامة، إلى جانب قيام مجمموعات بحرينية شعبية بإيصال وتوزيع المساعدات الإغاثية بصورة مباشرة إلى المتضررين في سوريا.

وإذا كان المرء ينحني لهذه الجهود التضامنية والإغاثية والانسانية الرائعة، فإن الأمل بإعادة فتح خطوط الطيران المباشرة بين مطارات البلدين يصبح أكثر إلحاحاً وضرورة، الأمر الذي سيساهم في تسهيل تدفق المساعدات، وإعادة تفعيل الرحلات السياحية إلى سورية الحبيبة، وبذلك تستكمل البحرين دورها في إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية والشعبية الكاملة مع سوريا التي تحتاج إلى كافة الجهود العربية من أجل كسر الحصار الظالم، وعودة التواصل والحوار معها.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى