انتصار جديد… فرحة العيد للزعماء وأتباعهم

كتبت روان الأسمر

منذ طفولتنا نسمع جملة “عيد.. بأي حال عدت يا عيد” لن تكررها عنوانا، بل سنقول العيد فرحة للزعماء الذين صاموا ليس “إيمانا واحتسابا” بل مظاهر تقوى. ليقولوا للناس “انظروا نحن مثلكم نصوم، لكن عن ماذا صاموا؟ وكيف فكروا والناس حولهم جياع، وهم غافلون إلا عمن يؤيدهم، واليوم الطامة اكبر، لأنهم ينظرون إلى من يؤيدهم انتخابيا ويهتم بمرشحيهم في دوائرهم الضيقة… خصوصا اؤلائك الذين يلهثون وراء كرسي النيابة ليس وطنيا بل طمعا بامتيازات ونفوذ. وهذا واضح في خطابات الجميع، وأقصد الجميع من دون استثناء.

فالخطابات كلها تتجه باتجاهين فقط، ليست للوطن والمواطنة، بل للنعترات وشد العصب، فمن يريد رضا الخارج عليه أن يصوب النعرات بكل انواعها باتجاه واحد، إما أن تكون ضد الثنائي وتحديدا “حزب الله” وتشتمه وتتهمه بكل الجرائم والمصائب، وتكون أنت المنزه والنبي والنظيف والراقي والمثقف والمثالي، والا فلن يسمعك أحد… متناسيا احتلالات السفارات لعقول واتجاهات البشر في لبنان. وهنا لا بد من شد العصب الطائفي والمذهبي والمناطقية لتأمين الحرص على المصالح الدنيوية، وليس الوطنية.

أما الطرف الثاني فباتت مهمته الرد بشد العصب أيضا الطائفي والمذهبي والمناطقية لتغذية النعرات، والرد على كل ما يقوله المقابل، فلا حجة الاول ولا حجة للثاني، بالفوز في الانتخابات لن تحدد المسار والمصير، بل ستكون حتما لكسر هذا ضد ذاك، والمتضررالوحيد هو الوطن الذي لا يعرفونه إلا من نوافذهم الضيقة، يحتاجونها التلفظ به حين تقتضي الحاجة.

واليوم في عيد الفطر السعيد لم نر تسامحا، كما لم تشهده في شهر رمضان، فمعظمهم صام عن الطعام، ولكنه تلفظ بألفاظ لا تمت للشهر الفضيل بصلة، بل حملوا معاركهم الظهيرة في حفلاتهم الانتخابية تحت مسمى موارد الرحمن وموارد رمضان، ولم يعرفوا الرحمة ولا معنى رمضان فيها، بل خشوا بطونهم وبطون داعيهم ومدعويهم بقذارة الايام والأفكار. متناسين معنى رمضان والايمان والتعبد. كما فعلوا في شهر الصوم الكبير. واليوم يحتفلون بأحقادهم التي وزعوها في شهر التقوى.

 

وصريحة العيد اجتمعوا في المساجد ليمثلوا رهبة الإيمان بعد صلاة العيد، ليستمتعوا بما أملوه هم ومشغلوهم في خطبة العيد …

ولكن أجمل جملة سمعتها من الخطب الكريمة قالها مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان “ماذا يظن المرشحون أن الناس غنم؟”… والسادة يستمتعون بما يسمعون… نعم سماحة المفتي الناس غنم في أفكارهم، لأنهم سعوا لالتقاط فتات فضلات الزعماء ولهثوا خلف نزوات الطائفية، وتغذوا بالعنصرية وتباكوا على وطن مزقته الزعامات والسياسات، وها هم يعودون لممارسة دعارة فكرية ووطنية علنية دون الوطن. لان لا أحد يفكر إلا بما جعله الزعيم يحلم به في أرض مزروعة بالفتنة والفوضى والسرقة والحرام الذي بات حلالا…

وكل عام وانتم بخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى