حقائق جديدة بشأن سد النهضة كشفتها الأقمار الصناعية
كشفت مصادر مطلعة وصور أقمار صناعية تفاصيل إنشاءات تجريها إثيوبيا في سد النهضة الإثيوبي وعلى رأسها البدء في تعلية الممر الأوسط للسد الذي يبنى على النيل الأزرق.
وأكد مصدران مطلعان وصور خاصة ملتقطة من قمر Sentinel-2 بدء إثيوبيا عملية تعلية الممر الأوسط بسد النهضة، حيث أظهرت الصور وجود أعمال بالممر الأوسط خلال أيام 14 و19 أبريل الجاري.
وبدأت إثيوبيا خلال منتصف مارس الماضي في تجفيف الممر الأوسط للتجهيز للتعلية، وذلك عقب تشغيل ممرين الاستخدامات وأول توربين منخفض لتنفيذ تلك العملية، حيث كانت المياه تمر من الممر الأوسط بمعدل بسيط جدا يوم 15 مارس، ويظهر فيها تشغيل ممر الاستخدامات وأول توربين منخفض.
وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وفقا لمقررات القانون الدولي، لكن إثيوبيا تماطل بشأن ذلك، مع توقف المفاوضات بين الدول الثلاث من أبريل من العام الماضي رغم البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي نهاية العام الماضي، الذي طالب بسرعة استئناف المفاوضات للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.
وقال، هاني إبراهيم، الباحث المصري في الشأن الإفريقي والمتخصص في سد النهضة، إن بعض الصور الحديثة التي تم تداولها من صفحات إثيوبية وبعض صور الأقمار الاصطناعية تؤكد بدء إثيوبيا في أعمال تعلية الممر الأوسط لتنفيذ الملء الثالث في شهر يوليو المقبل.
وأوضح أن تلك الخطوة قد تأكدت عقب تشغيلها لممرين وتجفيف الممر الأوسط، وهي الخطوة اللازمة لتحقيق الملء وقد بدأت بالفعل منذ منتصف مارس الماضي.
وأضاف الباحث المصري أن إثيوبيا تستطيع تنفيذ الحجز المائي بالسد عقب تعلية الممر الأوسط بسبب تصميم السد الذي لا يسمح بتمرير الإيراد اليومي للنيل الأزرق في فترة الفيضان تحديدا، حيث إن تصميم منافذ تمرير المياه ما يطلق عليهم المنفذين السفليين المخصصين لتوفير استخدامات مصر والسودان من مياه النيل تبلغ أقصى قدرة تصريفية لهما حوالي 50 مليون متر مكعب يوميا.
وأشار إلى أن ذلك يعني أنه خلال بدء شهور الفيضان اعتبارا من يوليو المقبل عندما يرتفع إيراد النيل الأزرق يوميا إلى 200 مليون متر مكعب في الأيام الأولى ليوليو على سبيل المثال يستطيع السد تنفيذ الملء وفقا للتعلية بحجز 150 مليون متر مكعب يوميا وتمرير 50 مليون فقط بسبب التصميم، إلى أن تأتي لحظة مرور المياه من الممر الأوسط وفقا لارتفاع التعلية الجديدة وهنا يكون الملء اكتمل تماما، وما يتم تصريفه من الممر الأوسط هو الفائض عن سعة السد.
وتابع: “لذلك تستند تصريحات المسئولين الإثيوبيين إلى أن موسم الأمطار أسهم في تحقيق الملء والصحيح هو أن تصميم السد بالحجز عقب التعلية لعدم قدرة منافذ السد على تمرير الوارد إليه خلال الفيضان هو ما يتسبب في ذلك”.
وتستمر إثيوبيا في خطواتها الأحادية رغم المخاوف المصرية السودانية من التأثيرات الخطيرة للسد على حصتهما من الحياة بخلاف التأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية الخطيرة، خاصة في ظل مخرجات لجنة الخبراء الدوليين لسد النهضة، بوجود مشكلة في أمان السد، وكذلك وجود دراسات غير مكتملة، ووضعت مجموعة توصيات؛ لمعالجة المشكلات الفنية وأمان السد.
وتطالب مصر والسودان بإجراء دراسات كافية عن معدلات أمان سد النهضة والإفصاح عنها، لكن إثيوبيا تؤكد شفهيا أنها أجرت هذه الدراسات، وأن السد آمن، مستبعدة فرضية انهياره أو تأثره بالعوامل الجيولوجية في منطقة بنائه.