على غرار العرب… هل ستطلب روسيا اقالة وزير الخارجية اللبناني؟
كتبت جوزيان عابدين
يبدو ان ألا توافق في الشأن العام والقرارات الرسمية ألا مسؤولة سيدة الموقف داخال البيت الواحد في لبنان، وهذا كان واضح من خلال تباين التصاريح في إدانة الضربة الروسية لأوكرانيا من عدمها، ما زاد الازمة هوة داخل الحكومة اللبنانية على اثر بيان وزارة الخارجية، أول من أمس، بإدانة «الاجتياح» الروسي للأراضي الأوكرانية. إلا ان موقف رئيس الجمهورية ميشال عون كان رافضا لمضمون البيان. وهذا ما جعل التحليلات والمعلومات تمطر من كل الجهات.
اذ اوضحت بعض المصادر للصحافيين، فقد ذكرت تلك المصادر لصحيفة “الاخبار” اللبنانية ان إصرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على وجوب إصدار بيان حول ما يحصل في أوكرانيا. وهو تواصل لهذا الغرض مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الذي أبلغ رئاسة الجمهورية طلب ميقاتي. وأعدّ بوحبيب مسودة بيان «رمادية»، حملها الى بعبدا الخميس، أثناء انعقاد اجتماع وزاري لمناقشة مسألة الكهرباء في حضور ميقاتي. على هامش الاجتماع، عُقدت خلوة ضمت رئيس الحكومة ووزير الخارجية ومستشار رئيس الجمهورية أنطوان شقير (من دون العودة الى رئيس الجمعورية)، عرض خلالها المسودة على ميقاتي فالذي أصرّ على تضمين المسودة عبارة تدين «الاجتياح الروسي»، فيما لم يبدِ أي معارضة. عندها، أصدر بوحبيب البيان بصيغته النهائية بعد تعديلات رئيس الحكومة.
الى هنا من الواضح ان القرارات لم تكن توافقية سوى بالمصالح الضيقة، اذ تم التداول عن وعود بتعيين شقير سفيرا للبنان لدى الفاتيكان، ومن ناحية اخرى ارضاء للسفيرة الاميركية التي تملي يمينا ويسارا (طلباتها)، متناسين طلب البطريرك الراعي بالحياد والنأي بالنفس بما يحصل خارج الجدار اللبناني الذي هم فرضوه. أم ان للنأي اجوها وألوانآ مختلفة؟ خصوصا بعد ردود الفعل السياسي والدبلوماسي بين مؤيد ومعارض.
فنحن لم ننس العاصفة الهوجاء من لبنان قبل الخارج على وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، الذي أبدى رأيآ، خاصآ وليس رسميا، ولم يكن وزيرآ، هدد لبنان سيادة وشعبا واقتصادا وسياسة، ومن اخوانه العرب، ما لم يقال ويطرد قرداحي، من جراء رأي، وتنطح المتنطحون للمحافظة على الحياد والنأي بالنفس، وتدخلت دول عظمى لارغامه على الاستقالة، فكان لهم ما ارادوا. وقبله وزير الخارجية شربل وهبة على اثر تصريح عنيف من جراء استفزازه، حيث لم ياخذ احد الطرف المستفذ. وطلب الاعتذار، فزحف الساسة والزعماء مع الحواشي، للطلب السماح. وكذلك حصل الأمر مع الكويت، وتظافرت الجهود للارضاء، ولم يظهر الرضا التام لغاية الآن.
اما اليوم، هل اختلفت السياسية؟ خصوصا ان في السابقتين لم يكن الأمر على صعيد رسمي وبيانات، فيما الآن بيان رسمي وموثق، من دون علم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، ومن دون استشارة الحكومة والمعنيين، فهل ستتخذ روسيا موقفا رسميا وتطالب بأعتذار رسمي يرافقه استقالة او إقالة وزير الخارجية وتأنيب رئيس الحكومة ومستشار رئيس الجمهورية؟ سيمر الأمر مرور الكرام لأن السفيرة الأميركية تحمل مظلة حماية لهم؟
اما رد الفعل الاولي فتمثل بانتقدت السفارة الروسية في بيروت أمس «مخالفة لبنان سياسة النأي بالنفس وتموضعه إلى جانب طرف ضدّ طرف آخر». وأبدت في بيان «دهشتها لهذه المخالفة»، مذكّرة بأن روسيا «لم تُوفّر جهداً في المساهمة بنهوض لبنان واستقراره».