عالم مشغول بأوكرانيا و”إسرائيل” تتوسع علنا
كتب صباح الشويري
واضح بل مؤكد استغلال “إسرائيل” لكل انواع الأزمات، حيث يكون توجه العالم والإعلام الى مكان الحدث لتقوم بأعمالها سرآ وعلنآ، ومن دون أي حسيب أو رقيب، او حتى مدافع عن حقوق الإنسان، لأن الجمعيات تدعم سياساتهم بصمتها، فيفعلون ما يشاؤون.
في الحرب العالمية الأولى، تحركت العصابات اليهودية للبدء بتنفيذ الخطة الاولية لاقتلاع فلسطين عن محيطها العربي، وزرع بذور الجرائم، واستغلال المجاعة، وتحول الارض الى خراب يعيثون فيها فسادا، وينظمون جرائمهم بحق أهالي القرى… البطيء. لتتوالى الجراىم بقتناص البشر بالمجازر والارض بالاستيلاء تباعا، وعلى اعين ومرآى العرب، الذين لو جمعوا جيوشآ موحدة لمنعوا السرطان بالانتشار… ولكن ملذا نقول عن الخذلان؟
وفي الحرب العالمية نفذت الخطوات الاساسية بتطبيق اهم بنود مخططهم، واستولوا على فلسطين واجزاء من الجنوب اللبناني، والعالم يتفرج، لأن الجميع متلهي بما يحصل اوروبيا وأميركيا، اما عربيا، فالعديد من الرؤساء والامراء والشخصيات يترقبون اين ستكون حصتهم وكيف، فطارت فلسطين بعدما أهدى الفرنسيون والبريطانيون الأرض لشعب مختلف الجنسيات تحتى مسمى “دولة اليهود”. وتتالت التوسعات والجرائم والعالم العربي- على رغم بعض المحاولات- إلا ان الفشل كان سيد الموقف لأنهم اختلفوا على القشور، وطارت الوحدة العربية، وطار معها وطن لا يزالون يحملون شعار “قضيته” للمتاجرة بالعواطف فقط.
وهكذا…
أما اليوم، حيث يقف العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة، والعالم غافل، والعرب يتخبطون، وأكثرهم بات حبيبا وصديقآ في أحضان “إسرائيل” ووقع معها عهودآ (خانعة)، لم ينتبه او يتنبه، او يعترض أو يحق له الاستنكار والرفض لاحقآ، لما تحضره الدولة العبرية في عمق فلسطين المحتلة، أو ما تبقى منها.
استجلاب اليهود الأوكران
في كل الحروب، انطلق الحركات الصهيونية بجذب عواطف اليهود في العالم، بدءآ من اوروبا، نحو الحلم في “أرض الميعاد” المزعوم، وتابعتها في كل العالم، خيث عملت على محاولات إفراغ الدول منهم، قبل استشراس الحرب، (هم يزيدونها وقودآ) من أوروبا الى مصر ولبنان واليمن الى اثيوبيا وغيرهم… والآن يعيدون الكرة مع أوكرانيا.
ففي أعقاب إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحرب على أوكرانيا فجر اليوم، أقامت وزارة خارجية العدو الإسرائيلي غرفة طوارئ «لبحث تطوّرات الوضع في أوكرانيا، في ظل وجود 8000 إسرائيلي هناك»، كما أعلنت في بيان، مضيفةً أن الجالية اليهودية في أوكرانيا تعدادها 200 ألف نسمة.
وأتى البيان فيما تعقد «الخارجية» جلسة خاصة لتقييم الأوضاع في مقرّ الوزارة، بمشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد. وتزامنت الجلسة مع اتصالات تُجريها الوزارة مع السفارة الإسرائيلية في كييف لتنسيق إجلاء الإسرائيليين.
من وتتحضر السفارة الإسرائيلية في كييف لإجلاء الإسرائيليين ويهود من أوكرانيا إلى بولندا».
ويأتي ذلك فيما أعلنت حكومة العدو، أمس، عن دعمها «لسلامة أراضي وسيادة أوكرانيا»، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.
أما وزيرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، بانينا تامانو شطا قالت في السباق نفسه: «نحن على استعداد لاستقبال آلاف المهاجرين من أوكرانيا، رغم أننا لم نشهد طلبات على الهجرة في الشهر الماضي، ولكن عندما تهدأ الأسلحة، يمكن أن يتغيّر رأيهم».
أين ستعيش الجالية اليهود التي يصل تعدادها قرابة 200 ألف نسمة؟ والتي تعمل الجهات الاسرائيلية لتوطينهم في الأراضي الفلسطينية التي تقضمها كل يوم وتحرق محاصيلها الزراعية، وتطرد أصحابها. والعالم يتفرج… ولا يرف لهم جفن… بل قد يدعمون ويؤيدون وخصوصا احبتهم شرقآ… وعلى الارض السلام