برسم الضمير فقط لمن يملك الضمير

بقلم ليان الحلبي
لقد كتبت مقالة منذ اسبوعين تحت عنوان أحتكار الأدوية قتل متعمد، وذكرت فيه بعض الأدوية الضرورية المفقودة من الصيدليات والمستشفيات، وحذرت من وقوع الأسوأ وكم تمنيت أن لا يحصل. لكن القدر وضع أمامي قصة محزنة تفطر القلب لمَن يحمل الاحساس والشعور مع أخيه الإنسان،
هي قصة طفلة بعمر السنتين لدغتها أفعى، فحملها أهلها إلى أحد المستشفيات عند غياب شمس احد الأيام وسط عويل الأم وصراخها وخوف اخوتها من الأسوأ. حاولوا واسعافها قدر امكانهم في هذه المستشفى، ولكنهم كانوا في حاجة إلى الحقنة خاصة تستعمل لوقف تسمم جسدها الصغير، إلا أنها لم تكن متوفرة عندهم، فبدأت رحلة العذاب والتفتيش عن هذه الحقنةـ والوقت يسابق القدر حتى أولى ساعات الصبح بعد أن وصل الاهل الى العاصمة بيروت، وهم يأملون العودة مع الحقنة لأنقاذ طفلتهم، وأثناء بحثهم تلقوا الأتصال المشؤوم: “لا تتكبدوا عناء الحصول على الحقنة لقد قررت (الملاك) – هكذا انا اسميتها- الرحيل عن دنيا فقدت بها الإنسانية”.
أيتها الملاك الصغير يا طير من طيور الجنة، انت اليوم في مكان لا يوجد فيه حقد، ولا كراهية، ولا يوجد فيه مافيا أدوية يحتكرونها لأجل الربح المادي،
انت في مكان لا يوجد فيه سياسيين ولا وزراء كل همهم البقاء على كراسيهم حتى لو مات كل الشعب بسبب نقص الأدوية،
أيتها لملاك في عليائك لا تغفري لهم، لا تسامحيهم على ما اقترفت نفوسهم المريضة بحق طفولتك ومستقبلك الذي انهوه بحقد أحتكارهم للأدوية.
أيتها الملاك يا طفلة السنتين نامي قريرة العين في ذمة التاريخ والأجيال، فرحيلك يخجل منه الليل الذي قضيتي فيه اوجاعك حتى أشرقت شمس النهار، وابت ان تترك ملاك مثلك بين وحوش وحقراء.
سلاما” لك أيتها الملاك ورحمة الله تسكن قلبك الصغير الذي لم يستطيع مقاومة الألم.
أيتها الملاك انت لن تغفري لهؤلاء القتلة وتجار الأزمات وكل مَن قصر في مساعدتك أيتها الملاك.
ملاحظة للقراء الأعزاء
* هذه الحادثة حصلت في أحد قرى الجنوب لطفلة السنتين من الأخوة السوريين منذ أسبوع.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى