
أجواء ضبابية في التشكيلة الحكومية
لا تزال الأجواء ملبدة وضبابية في مفاوضات وأبحاث وتطروحات التشكيل الحكومي الذي بات علاقة خلافات علنية يحاولون جعلها باطنية، وقضية تحاصص طائفي ومذهبي وسياسي، والأهم صار التشكيل الحكومي ورقة ضغط لمن يرغب بتطبيق سياسات بعيداً عن مصلحة الشعب. فما يحصل يجعل من يتابع -المناكفات السياسية من أجل الكراسي- يظن أن هذا الوطن لا شعب فيه بل ساسة وزعامة تتحاصص ثروات باطنية وأرضية، في بلد غني، فيما الشعب الذي نسيه من تسلموا دفة القيادة بات ثاني أفقر بلد على مستوى العالم، والأكثر سيأتي قريباً.
وفي هذا السياق استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي حيث تم عرض التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة وتم بحث مختلف المعطيات المرتبطة بعملية التشكيل على ان يستكمل التشاور في وقت لاحق، بحسب رئاسة الجمهورية.
وبعد انتهاء اللقاء، غادر الرئيس ميقاتي القصر الجمهوري مكتفياً بالقول للصحافيين: “للبحث صلة”. وهذا ما جعل الأحوال متلبدة أكثر، ورفع من قيمة سعر صرف الدولار في السوق السوداء لتتخطى عتبة 34500 ليرة للدولار الواحد، وهو الخير الذي يريده ويزيده من يتلاعب بالسوق المالي.
إلا أن هناك جزء بسيط من بصيص الأمل حيث سرّب للاعلام جزئية بأن البحث تطرق الى موضوع حكومة ثلاثينية بزيادة 6 حقائب إضافية، لتسهيل إرضاء الأطراف التي تريد حصة متساوية، هذا ما جعل الأجواء تزداد تلبداً بانتظار أمطار خير وبركة، أو أمطار كبريتية تحرق ما تبقى، لأن المواطن يعيش حالة ضياع لا يعرف إن كان سيتفاءل أو يتشاءم، ولكن الأخيرة هي الأقرب إليه.