نتنياهو بهنئ ترامب وينتظر هدايا في أزمة الشرق الأوسط
كتب صباح الشويري
لا يترك نتنياهو فرصة إلا ليستغلها لصالح مشاريعه الاستيطانية، فهو الموعود بهدايا قيمة من الرئيس الأميركي المنتخب الذي عاد منتصراً إلى البيت الأبيض، حيث سيستكمل مشاريعه السابقة التي كان متفقا عليها مع صديقه نتنياهو، وهو الذي أهداه الجولان وكأنها ميراث اميركي، كما فعل قبله بلفور وأهدى فلسطين إلى اليهود، ونقل سفارتها إلى القدس ترسيخا لرؤية الصهاينة بأنها ستكون عاصمتهم الأبدية.
في خطاباته السابقة خدع دونالد ترامب معظم من يناهضون الاحتلال والعنف والإبادة التي يمارسها العدو الإسرائيلي، حيث قال لهم :سأعمل على إيقاف الحرب، لكنه لم يحدد الوسيلة. هل سيفرض على صديقه وقف المجازر وإعادة أهل غزة إلى أرضهم والسماح لهم بإعادة بناء بيوتهم وابنيتهم وعودة الاطفال إلى الحدائق التي كانوا يلعبون فيها؟ بالتأكيد لا. لن يفعلها ترامب.
ام أنه كما وعد الناخبين اللبنانيين في ميشغين بأنه سيوقف الاعتداءات، بمعنى آخر، سيوقف إطلاق النار، وإن حصل لن يفعلها لصالح لبنان، بل لصالح الكيان الصهيوني، وبشروط لن تقل تشددا عن سابقاتها.
على سيهدد ترامب نتنياهو بالعقوبات ما لم يمتثل للرأي العام العالملي؟ بالتأكيد لا.
هل يلوح ترامب برفع الحصانة بحق “الفيتو” مع أي قرار يصدر ضد العدو الإسرائيلي في الأمم المتحدة؟ بالتأكيد لا.
هل سيقف ترامب مع لبنان أرضا وشعباً ليعد له حقه الفانوني في الأرض والتعويض عن الأضرار والأرواح؟ بالطبع لا.
واللائحة تطول.
بل على العكس، قد يهدي ترامب صديقه النتن ياهو غزة والجنوب اللبناني، وقد يمنحه ألقابا لا تليق بشخصية مجرمة، وقد يعمل على تقليل الرأي العام العالمي ضد الأطفال والشهداء والضحايا، وقد يهنئه على فعلته… والأيام ستظهر حقيقة الخدعة التي قدمها ترامب للعرب وعلى وجه الخصوص الفلسطينيين واللبنانيين.
ومن جهته، غازل نتنياهو السعيد بعودة ترامب مهنئاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على رغم عدم صدور النتائج الرسمية بعد.
وكتب نتنياهو في منشور عبر منصة “إكس”: “عزيزي دونالد وميلانيا ترامب، تهانينا على أعظم عودة في التاريخ! إن عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض توفر بداية جديدة لأميركا وإعادة التزام قوي بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأميركا”.
وأضاف: “هذا نصر عظيم! في الصداقة الحقيقية، لك، بنيامين وسارة نتنياهو”.
كما هنأ وزير الدفاع الإسرائيلي (الذي تسلم منصبه أمس بعد إقالة يوآف غالانت) يسرائيل كاتس ترامب على فوزه.
وكتب عبر منصة “إكس”: “معا سنعزز التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ونعيد الرهائن، ونقف بحزم لهزيمة محور الشر بقيادة إيران”.
ويبدو من هذه التهنئة أن الإثنين يعقدان الآمال على كسب صداقتهما مع ترامب لكل المواقف، أن أن المجازر سترتفع وتيرتها خلال الشهرين المقبلين قبل عملية التسلم والتسليم في البيت الأبيض، وأن الاعتداءات والدمار على لبنان لن يتوقف، لكسب أكبر قدر ممكن من التدمير.