فلسطين ولبنان فوهة البركان

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

في البلاد العربية يعتقد البعض بأن ما يحدث في فلسطين ولبنان لا يعنيه ولا يهدد وجوده ومستقبل بلاده وكيانها السياسي، لذلك يلوذ بالصمت وعدم الإكتراث، وينحدر بعضهم إلى حد الشماتة والفرجة والتشفي، واضعاً نصب عينية بأن الإختلاف في الموقف السياسي مع من يقاومون الكيان الصهيوني سيعزز من صفه المختلف مع هذا النهج ويحوله إلى العدو، معتقداً بأن إضعاف فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية سيكون لصالح الأنظمة العربية المعتدلة، وربما سيكون فرصة لصعود نجم هذا الزعيم السياسي أو ذاك الداعية المتخندق في محيط إعتقاداته المذهبية والفكرية، لكن هذه الأفكار هي مجرد وهم وسراب، سرعان ما ستذهب هباءً وتطير مع أدراج الرياح عندما يقترب الدمار من الحدود التي يَعتقد بأنها آمنة فلا أمان مع عدو بغيض شرس فقد كل معاني الإنسانية.

ما يحدث الآن في فلسطين ولبنان معركة بين البقاء والفناء، حربٌ مقدسة ستحدد خارطة المنطقة وطبيعة من يسطير عليها ويعيش بحرية على أرضها، فإما أن تكون تحت سيطرة الصهيونية العالمية بقيادة دولة الكيان وحلفائها، وإما أن تكون حرة مستقلة ذات سيادة وأمان، ولا يرتبط ذلك بلبنان وفلسطين وسوريا والعراق فقط، بل أنه قد يمتد ليطال جميع الدول العربية، ولن يقف الأمر عند حدود الخارطة التي طالما تغنى بها الصهاينة ” أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات” بل أن الصهينة يخططون لإكتساح كافة الدول العربية وبعض من الدول الإسلامية بدون إستثناء البتة.

لقد بنت الصهيونية العالمية تطلعاتها العنصرية الطامحة إلى تحويل كل دول وشعوب هذه المنطقة إلى أسواق إستهلاكية طيعة تأكل وتشرب وليس لها قرار سيادي أو سياسي منذ زمان، وهي في سبيل تطويع هذه المنطقة ومواطنيها إختارت أن تذبح وتضحي بالشعبين العربيين في فلسطين ولبنان وكل من يقف الى جانبهما على مذابح الإستبداد والعنصرية والكراهية من أجل أن تُرهب بما ينالهم من ذبح وتفجير وإفقار وحصار بقية الشعوب، ولذا فإن قدر الأشقاء في فلسطين ولبنان هو الصمود والإستمرار في رفض مشروع الهيمنة الصهيونية باعتبارهما حائط الصد الرئيس، لذا فإن الحرب عليهم ستكون بلا هوادة وبوتيرة متصاعدة ومندفعة، ولن يوقف تمددها لبقية الشعوب سوى قدرتها على الصمود والمقاومة.

إن ما يحدث في فلسطين ولبنان ما هو سوى فوهة البركان الذي المشحون بالحمم والإنفجارات والمجازر جراء الإعتداءات الصهيونية العنصرية الحاقدة، التي تنظر لهم بإعتبارهم عقبة كأداء في طريق هيمنتها على المنطقة ومواصلة الإستيلاء على خيراتها وثرواتها الطبيعية ومصادرة قراراتها، فإذا فرغت من حرب الإبادة التي تديرها ضد هذين الشعبين فإنها قادمة ناحيتنا لامحالة، ومهما حاولت الصهيونية تجميل وجهها القبيح وأياديها الغارقة في الدم والتنكيل فإنها ستكشر عن أنيابها في اللحظة الفاصلة وستعمل على إفتراس الجميع غير عابئة بالإتفاقيات والوعود التي وقعتها أو قطعتها على نفسها مع اي من الدول، ذلك أن هذه الحركة الإستعمارية العالمية لا يوقف نهمها وأطماعها شيء، وهي بالأساس قائمة على أهداف الإستيلاء والإستحواذ والسيطرة على الأرض والقرار كنوع من الاستعمار الجديد.

فمتى نتوقف عن اللامبالاة وعدم الإكتراث، ومتى سننتقل من خانة المتفرجين على ما يحدث لأهلنا في فلسطين ولبنان إلى خانة الداعمين والمساندين والمتفهمين لهم، ومع حقنا في الدفاع عن أنفسنا، والوقوف أمام الطوفان الإحتلالي الصهيوميركي الخطير المقبل مسلحاً بآخر صيحات التكنولوجيا وأسلحة الدمار الشامل الفتاكة التي تريد إزالتنا وشطب وجودنا وإلغاء حضارتنا ومحاربة ديننا الإسلامي الحنيف وإجتثاث أمة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام التي كانت خير أمة أخرجت للناس، فصار الصهاينة يتعاملون معها كأتعس وأجبن الأمم وأكثرها هواناً بعد أن مزقوها وفككوها إلى دويلات لا تستطيع حماية نفسها، ولا تمتلك إرادة التعاون او الدفاع المشترك حتى ولو بالكلام، وللحديث بقية.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى