ماذا تريد “الجبهة المسيحية” بالتعاون مع اميركيين من كفّ يد “حزب الله”

كتب صباح الشويري

انطلاقاً من مطالب العدو الإسرائيلي والجهات المساندة له سواء في اعتدائه على لبنان والاراضي المحتلة، ومساندة له في هجومه العدواني على الشعب اللبناني، بمصالحهم واقتصادها وقتل أبناء الوطن، تحركت فئة من “اللبنانيين” تحت مسمى “الجبهة المسيحية”، لطرح فكرة من أفكار العدو، وتحدثت بلسان مجتمعهم العسكري، ورؤيتهم العدوانية، إذ ذكرت أمس مصادر العدو أنهم شلوا المقاومة في لبنان ووصلوا إلى عقر جارها، وأن حقاً فعلوا فهذا بفضل “يهود الداخل” والعملاء الذين يتلقون تحت رايات وطنية، أما اليوم فاللسان لبناني بامتياز. ولكنها لا تمثل سوا نفسها، فكل مسيحي وطني يعرف أن العدو الأكبر للمسيحية هم اليهود…. وباختصار التبريرات نستعرض ما ذكرته هذه الفئة بشماتة ونترك الحكم لمن لديه وعي.

وبهذا الخصوص رأت “الجبهة المسيحية” في بيان خلال اجتماعها الدوري في مقرها في الأشرفية أن “حزب الله أظهر أنه أوهَن من بيت العنكبوت، وأكبر برهانٍ على ذلك الضربات والاغتيالات المتتالية لقادتها التي أصابتها مراراً في عُقر دارها، وآخرها الضربة – الاختراق التي تُعتبر تاريخية من الناحية الأمنية”.

ولفتت إلى أن إسرائيل شلّت القدرات العسكرية واللوجستية للحزب في دقائق معدودة، “فطالت أكثر من خمسة آلاف مقاتل بسهولة مطلقة ولافتة، وعليه، فإن أمينها العام السيد حسن نصرالله بات مطالَباً بتسليم سلاحه فوراً الى الجيش اللبناني المخول والمؤهل وحده حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والاستقرار فيه”.

وتوجهت الجبهة إلى “أبناء الطائفة الشيعية أولاً مطالبةً إياهم بالانتفاض على الحزب الذي يتاجر بدماء أولادها، فتعمد إلى تقديمهم قرابين على مذبح مصالح إيران الاستراتيجية المنفعية”.

وناشدت الطوائف اللبنانية ومرجعياتها داعية إياهم إلى “قلب الطاولة على ميليشيا دمرت لبنان وتسببت بتهجير أهالي مدن وقرى وأدّت لسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى وتدمير الاقتصاد الوطني عبر استجلاب حرب غير متكافئة بكل المعايير مع جيشٍ يتمتع بقوة عسكرية وأمنية وتقنية ومخابراتية وبدعم دولي مصنّف الأول عالمياً”.

ودعت الجبهة “الأحزاب والنواب والمرجعيات السيادية إلى التوجه إلى المجتمع الدولي ومطالبته بحماية لبنان وشعبه عبر تطبيق القرار 1559 تحت الفصل السابع، والضغط على حكومة تصريف الأعمال لنزع صفة “مقاومة” عن “حزب الله”، فالشعب اللبناني لم يفوّضها وضربت عرض الحائط بحقه في المشاركة في قرار اعلان الحرب لمؤازرة غزة وما يسمى وحدة الساحات، ما أقحم لبنان واللبنانيين عموما في حرب مدمرة لا شأن لهم فيها من قريب ولا من بعيد، فشعبنا يثق بجيشه اللبناني وبكفاءته إن تمّ تأمين الغطاء السياسي للعب دوره المقدس في حماية الوطن”.

وكشفت الجبهة أنها، “بالتعاون مع شخصياتٍ لبنانية أميركية سيادية مناضِلة، في صدد إعداد مشروع لدعم صدور قرارٍ جديد يساهم في دعم الجيش وكفّ يد حزب الله عن وطننا لبنان”.

وسألت: “بأي منطق نطالَب بالتعاطف مع من يعلن مراراً بأننا عملاء وخونة؟ ومع من يتباهى باغتيال مرجعياتنا ورئيس جمهوريتنا؟ هل نترحّم أو نتعاطف مع عناصر ميليشيا لربما كانت تخطط ليلاً ونهاراً لاحتلال مناطق المكوّنات الأخرى شريكتها في الوطن فتعمد على انتهاك كرامتها؟”.

ختمت: “تعاطفنا الإنساني كان وسيبقى فقط مع الأبرياء من الأطفال والمدنيين الذين لا ذنب لهم”.

ختم البيان.

هذه الفئة تريد إسرائيل في لبنان بغطاء أميركي، وهذا ليس ببعيد عنها، وان كان هناك أحد يتهمهم بأنهم عملاء وخونة للإسرائيلي، فلماذا يتحدثون بأسلوبه ويطالبون مطالبه، ويريدون تنفيذ ما يريده من الجانب اللبناني فقط، فلو كانوا حقا يريدون المصلحة للبنان، يرفعون شكواهم إلى الأمم المتحدة ويطالبون بقوة مساندة أميركا (التي تمد إسرائيل بأسلحة الدمار)بأن تفرض وبالقوة وبالبوارج على إسرائيل تنفيذ كل القرارات الدولية التي تخص لبنان بكل أرقامها وصولاً إلى 1701، وليس الجانب اللبناني فقط لا غير.

في بيانهم هذا يعلنون بأنهم وطنيين بأذرع أميركية، ويعلنون من يحركهم، ويعلنون الولاء العظيم. والأهم يعلنون أن الخطاب ليس إلا صورة عن الصراع الأميركي- الإيراني في المنطقة. بعيداً عن اعتبارهم “اسرائيل” عدو، وأن هذا الكيان يقتطع أراض لبنانية ويريد المزيد تحت مسميات مختلفة، ساعة الخط الازرق وساعة الشريط والان يريد ابتعاد أهل الوطن عن أرضهم مسافة 10 كيلومترات، ليقضموها مع الخط الازرق، وكل هذا هل لا تزال تلك الجبهة التي لا تمثلني كمسيحي تريد مساندة “المطالب “الأميركية” المبطنة.

ليطلبوا من الأميركيين ايقاف تصدير السلاح أولاً، وبعدها فليتحدثوا.

ملاحظة: هذه الجبهة المساندة لا تمثل الكتلة الوطنية التي دانت الهمجية الإسرائيلية، ولا تمثل التيار الوطني الحر الذي سارع للتبرع بالدم وأدان الاعتداء على الامنين، ولا تمثل قوميي المتن ولا شيوعيي كسروان، ولا مسيحيي الكنيسة المؤمنين في البقاع والجنوب والجبل والشمال وغيرهم. ما يعني أنهم قلة متخلفين تحت مظلة (المسيحية).

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى