
بصمة توخل تقود تشلسي إلى بوابة المجد
بعدما أقيل من قبل باريس سان جيرمان الفرنسي عشية عيد الميلاد، سيعود المدرب الألماني توماس توخل إلى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للموسم الثاني على التوالي بعد أن نجح في قيادة تشلسي الإنكليزي “المتجدد” إلى تخطي ريال مدريد الإسباني في الدور نصف النهائي.
وقال توخل إنه شعر وكأنه وجد “أفضل هدية لا تزال تحت الشجرة” عندما استعان تشلسي في كانون الثاني/يناير الماضي بخدماته بعد إقالة لاعب وسطه وهدافه التاريخي فرانك لامبارد.
لم يسمح الملياردير رومان أبراموفيتش، مالك البلوز، للمشاعر بأن تقف في طريق إجراء المكالمة الصعبة عندما فشل لامبارد في تحقيق أقصى استفادة من فورة إنفاق 220 مليون جنيه استرليني (305 مليون دولار) على لاعبين جدد الصيف الماضي، وكان هذا الاستثمار جيدًا تحت قيادة توخل حيث تفوق تشلسي على النادي الملكي 2-صفر الأربعاء في إياب نصف نهائي المسابقة القارية العريقة التي يحمل الأخير الرقم القياسي في عدد الألقاب بها (13 لقباً) ويفرض مباراة نهائية إنكليزية النكهة في اسطنبول في 29 أيار/مايو الحالي ضد مواطنه مانشستر سيتي.
وكان سيتي تخطى باريس سان جيرمان وصيف بطل النسخة الأخيرة بفوزه عليه 2-1 ذهاباً في باريس و2-صفر إياباً في مانشستر، ما يعني أن توخل لن يحظى بفرصة الانتقام من نادي العاصمة الفرنسية؛ واستعاد توخل سمعته كواحد من أفضل المدربين في أوروبا بسرعة وتحديداً بعد أقل من أربعة أشهر في منصبه الجديد في غرب لندن.
خسر تشلسي مباراتين فقط من أصل 24 مباراة خاضها تحت قيادة توخل، كما أنه عزز موقعه أيضاً بين المراكز المؤهلة للمسابقة القارية العريقة الموسم المقبل من خلال احتلاله المركز الرابع في الدوري الإنكليزي الممتاز، في حال فشل في حرمان سيتي من تحقيق ثلاثية (الدوري وكأس الرابطة المحليان ودوري أبطال أوروبا) بخسارته النهائي، وقال في شأنه مواطنه المهاجم تيمو فيرنر الذي افتتح التسجيل في ستامفورد بريدج الأربعاء في إياب نصف نهائي المسابقة القارية الأم: “عندما بدأنا مع المدرب، كنا في المركز التاسع في الدوري والآن حققنا كل شيء – في الطريق إلى المراكز الأربعة الأولى، يمكننا الفوز بدوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنكليزي” في إشارة إلى تأهل تشلسي للمباراة النهائية للمسابقة الأخيرة (سيلاقي ليستر سيتي في 15 الحالي) على حساب سيتي بالذات (1-صفر في 17 نيسان/أبريل الماضي).
وأضاف “فريقنا مذهل. نحن شباب لكننا لسنا أغبياء لارتكاب أخطاء سهلة”.
وللمرة الثامنة عشرة تحت قيادة توخل، حافظ تشلسي على شباكه نظيفة أمام ريال مدريد بعدما أبطل لحظة واحدة من السحر من مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة في منتصف الشوط الأول بتصدي للحارس السنغالي إدوارد ميندي.
كانت إحدى المهام التي كانت تنتظر توخل في مطلع العام هي الحصول على أفضل ما لدى مواطنيه فيرنر وكاي هافيرتس؛ حتى في ظل الإدارة الفنية الجديدة، نادراً ما يُظهر الثنائي الدولي الألماني الشكل الذي جعلهما اثنين من أهم نجوم البوندسليغا. لكنهما استعادا شيئاً من بريقهما ليلة الاطاحة بالحرس القديم لريال مدريد والمتوج بأربعة ألقاب في المسابقة القارية العريقة.
بعد ثلاثة أهداف فقط في 38 مباراة مع النادي والمنتخب الالماني، كان من الممكن أن تثبط عزيمة فيرنر عندما تم إلغاء هدف سجله في الدقيقة 18 اثر تمريرة بن تشيلويل بداعي التسلل.
لم يتأخر فيرنر في هز الشباك عندما استغل كرة رأسية مرتدة من العارضة لمواطنه هافيرتس فتابعها برأسه داخل المرمى الخالي (28).
خلق تشلسي العديد من الفرص للتسجيل في الشوط الثاني وظل محافظاً على تقدمه حتى خمس دقائق من نهاية النهاية. الفريق الملكي الذي جعل من قلب الطاولة في وقت متأخر من المباراة، سمة من سماته للتتويج بأربعة ألقاب في خمسة مواسم في مسابقة دوري أبطال أوروبا بين 2014 و 2018، فشل هذه المرة في الرد على الطاقة والحماس الكبيرين لتشلسي.
على الرغم من كل الأموال التي أنفقها أبراموفيتش، لم يظهر أحد تلك الصفات أكثر من لاعب طورته أكاديمية النادي الخاصة مايسون ماونت الذي وجه الضربة القاضية للنادي الملكي بتسجيله الهدف الثاني وبالتالي أعاد مديره الفني الجديد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.