دروس من الحياة – 12

كذب الأميركيون... ولو صدقوا

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

في نهاية حقبة الثمانينات كانت المواكب الحسينية في البحرين عبارة عن مظاهرات سياسية تتناول أغلب قضايا الشأن العام، وكان الرادود حسين سهوان من أبرز قادة وصناع الرأي العام من خلال القصائد التي يختارها بدقة وعناية لتعبر عن الحالة الجماهيرية لقطاع واسع من البحرينيين، ومن بين ذلك قصيدة تشخص دور أميركا في نشر الذعر والإرهاب حول العالم وتحطيم آمال وأحلام الشعوب في الحرية والانعتاق من الهيمنة والاستعمار، ومن بين كلماتها “عاودَ الإجرام سفكاً للدماء الطاهرات/ ايتمَ الأطفال ظلماً وأباح الحرمات/ ملأ الدنيا صراخاً من أنين الثاكلات/ وكذا البحر دماء عبر قصف الطائرات” .. ثم ينتقل إلى مقطع أكثر وضوحاً فيقول: “إن أميركا بلاء ودمار وفساد/ كل شبرٍ منها في العالم يشكو الاضطهاد/ تقتل الأطفال ظلماً وجحوداً وعناد/ إننا لا نرتضي وجودها في ذي البلاد”

لقد لعبت أميركا الدور الأكبر في إشعال حرب الخليج الأولى حين شجعت الرئيس العراقي صدام حسين على شن حرب الثمان سنوات ضد إيران في سبتمبر 1980، تلك الحرب التي استمرت حتى أغسطس 1988 وراح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والجرحى والضحايا على الجانبين، وبعدما توقفت الحرب المدمرة للإقتصاد والتنمية في المنطقة، بادرت أميركا إلى إشعال حرب الخليج الثانية بتشجيع صدام على غزو دولة الكويت في 2 اغسطس 1990، ثم راحت تستثمر تلك الحرب لتعيد صياغة التحالفات والتوازنات في المنطقة مستغلة حرب تحرير الكويت لتحقيق المزيد من الهيمنة وفرض وجود ونشر القواعد العسكرية في اغلب دول المنطقة.

واليوم يبرز النفاق الأميركي في أقبح صوره من خلال الدعم اللامحدود والمشاركة المباشرة في العدوان على أشقائنا واهلنا الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة الصامد تحت النار والقتل والدمار منذ تسعة أشهر، من دون أن يرف لآلة القتل والإبادة الجماعية الصهيوأميركية جفن أو يستيقظ لها ضمير ميت، فهل نثق بأميركا ونطمئن لوعودها الكاذبة، ذلك ما تحتاج الحكومات والأنظمة والأحزاب والتيارات والشعوب العربية إعادة التفكير فيه، والتفتيش عن بدائل وتحالفات إقليمية ودولية صادقة وقادرة على ضمان الأمن والسلام بدل النهب والإرهاب ونشر الخراب الذي تمارسه أميركا والغرب، قبل ان نصبح في خبر كان ويستباح ما تبقى لنا من كرامة على يدي الصهاينة الأميركيين، ويكفي استخدامهم البشع حق النقض الفيتو لحماية دولة الكيان الصهيوني وحرمان الفلسطينيين والعرب من حقوقهم بصورة وقحة، وصدق من قال كذب الأميركيون… ومتى صدقوا؟

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى