عُدنا والعود… أملٌ لا ينتهي

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

اسمه وهجٌ ونورٌ لا ينطفئ، ذكراه تاريخٌ من الإلتزام والمحبة والإحترام، منتداه فرصةٌ سانحةٌ لتجمع المحبين العاشقين لنهجه ورفاق دربه من داخل وخارج البحرين، في بيروت تجمع الكثير من المؤمنين بأفكاره والمقتنعين بما إختاره من مبادئ وطنية وقيم إنسانية رفيعة تعزز كرامة وحقوق الإنسان بحثاً عن وطنٍ لا يرجف فيه الأمل.

اليوم ونحن نجتمع في حضرة الراحل الكبير عبدالرحمن النعيمي رحمه الله، وتحت مظلة المنتدى الذي يتشرف بحمل اسمه “منتدى عبدالرحمن النعيمي الفكري” لاقامة ندوة سياسية وفكرية حول ” انعكاسات وآثار التطبيع مع العدو الصهيوني على فلسطين والبلدان العربية”، نستشعر روحه الطاهرة ترفرف فوق رؤوسنا وتحرسنا لتسجل إستمرار التزامنا بنهج مقاومة التطبيع بالقرب من حدود فلسطين، وفوق تراب عاصمة المقاومة بيروت التي اتخذها النعيمي مقصداً للدراسة في الجامعة الأميركية ومنها إلتحق بحركة القومين العرب، وفيها ربط مصيره ومستقبله السياسي بالقضية الفلسطينية وآمن بها وضحى من أجلها، فواجه من خلالها المشروع الصهيوني على كل الأصعدة وعايش مرارة الغزو والاحتلال الصهيوني وترحيل المقاتلين الفلسطينيين في محاولة لتصفية الثورة عام 1982.

عبدالرحمن النعيمي، لم يكن شخصاً عابراً بل كان رمزاً من رموز صمود هذه الأمة ومناضلاً عروبياً وقائداً تنويرياً، حمل أحدى رايات التحرر والفكر العربي القومي المؤمن بتحرير فلسطين و وحدة الأمة العربية من المحيط الى الخليج، وآمن بأمة لا تفصل أو تفرق بين أبناءها الحدود المصطنعة التي رسمها الاستعمار وسيجها بالحديد والنار والاسلاك الشائكة، وفي الدورة السابعة من هذا المنتدى حضر رفاق عبدالرحمن من لبنان وفلسطين وسوريا والأردن وسلطنة عمان والبحرين وغيرهم ليجددوا الوعد والعهد مع ذكراه العطره.

في المنتدى الذي إنعقد على جلستين قدمت كلمات روى أصحابها جانباً مهماً من علاقاتهم النضالية مع النعيمي وعددوا مناقبيت الراحل الكبير، وفي بداية المنتدى تم تكريم شخصيتين عربيتين من الملتزمين بقضايا الامة المرحوم خالد غزال امين عام منظمة العمل الديمقراطي اليساري العلماني ، المرحومة الفنانة التشكيلية السعودية المتميزة المرحومة منيرة الموصلي الى جانب تكريم مستحق بجدارة للأخ العزيز عبدالنبي العكري رفيق درب الراحل النعيمي واحد ايقونات المجتمع البحريني المتصفة بالطهرانية والتواضع، كما قُدمت خمس أوراق عمل في الجلستين تعمقت في كيفية دعم مسارات مقاومة التطبيع وكبح جماحه الذي يكاد ينفلت من عقاله في أغلب الدول العربية تحت ضغوطات اتفاقيات ابراهام وصفقة القرن والسياسية الأميركية العدائية الحاضنة الرئيسية للمشروع الصهيوني.

وفي المنتدى تم الإشادة بصحوة الضمير العربية والعالمية المناصرة لفلسطين في عموم الدول العربية ومختلف دول العالم ، لا سيما تلك الروح الشابة التي رافقت أحداث وفعاليات مونديال كأس العالم المنعقدة في دولة قطر الشقيقة هذا العام 2022، وما فعلته المنتخبات العربية و خاصة المنتخب المغربي من فرض حضور قوي لفلسطين وقضيتها ورفع رايتها وعلمها حتى أعتبر المونديال أكبر حدث ترويجي للقضية الفلسطيني وأكبر محطة لنشر واعادة اطلاق حملات مناهضة التطبيع والتصدي للمشروع الصهيوني ودحض روايته المزيفة.

فالى صاحب الذكرى ألف تحية وسلام والى الاخوة الاعزاء الأوفياء الذين نظموا هذا المنتدى من رفاق وأصدقاء وأبناء الراحل عبدالرحمن النعيمي كل التقدير والاحترام، والتحية الأكبر الى بيروت الصامدة التي إحتضنت هذا الحدث الحميل وأتاحت لنا تأكيد الثوابت وتجديد الالتزام بقضيتنا الأم، قضية تحرير فلسطين وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وسوف نستمر في رفع منسوب الأمل اينما كنا او نزلنا أو أقمنا ونعود الى نقطة البداية فقد عُدنا الى بيروت والى منتظى النعيمي والعود أملٌ لا ينقطع أبداً.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى