لماذا نؤيد نواف سلام رئيساً

د. علي بيضون

وضع خطير يعيشه لبنان وهو أمر واضح منذ سنوات طويلة، والثورة قامت من أجل التغيير وتصحيح المسار، ولكن لا حياة في مجلس يصنّف نفسه ممثلاً للشعب ويعي ما يدور في الكواليس الدولية من مخططات تعمل على اذلال شعب بأكمله، وهذا فحسب، بل هم كانوا السند القوي لكل المخططات والدرع الحامي لاستراتيجيات واجندات خارجية.
أما زعماء الأحزاب والمسؤولين والمتلطين بالطائفية، يهتمون بالمصالح الشخصية الضيقة والخاصة، ومنهم المحاصصة، يسعون لاقتسام كل شيء، من سلطة ومال ومدخرات وخيرات ومصالح، وحتى مؤسسات وسمسرات. ولا يمكن استثناء احد.
من هذا المنطلق كل ما نريده كثورة قائد لا يسير بتحريف القانون والبحث في شواذ القواعد للعمل فيها، والبحث عن الاعراف ليحل محل الدستور والقانون.
ومن اولى بالقاضي نواف سلام ابن البيت الوطني العريق الذي تربى على قيم القومية العربية، عروبي حتى العظم، قانوني من عمق الدستور، قاضٍ عرف العدل، وسفير حمل لبنان بأحلى صورته، وكان رفيق كل مواطن حمل جنسية لبنانية، وليس هذا فحسب، فهو المواطن الذي ربى أولاده على المواطنة وقيم القومية العربية.
قد يرفضه البعض لاسبابهم هم الخاصة والضيقة، بينما هو يريد الوطن، ولم يعش على سمسرات أو يعمل من أجلها. لم يكن له تابع أو يتبع سوى الوطن والقيم والقانون.
قد يرفضه البعض، وهو الذي لم يكن لديه ملف فاسد، بل يعرف خباياهم وملفاتهم، هو يعرف من المجرم ومن البريء من كلامهم وأفعالهم.
نواف سلام السفير والمواطن هو مرشحنا كثوار وجبهة وطن، لم يشترط ولا يشترط لقبول التكليف للتشكيل الحكومي سوى “قيام حكومة قادرة على الإنجاز السريع لوضع حدّ لعذابات الناس ووقف الانهيار وبدء عملية النهوض بلبنان”، قبل أن يكلّف حمل همّ مواطنيه، وهو لم يسرقهم يوماً، بل عمل ليحكم بالعدل.
فهو يصر على أنه “لا يجوز أن يختلف اثنان على أنّ البلاد في وضع خطير واستثنائي بكل ما لهذه الكلمة من معنى. وهذا يقتضي معالجة استثنائية، عنوانها حكومة كفاءات مستقلة مع صلاحيات تشريعية استثنائية”.
وفي تصريحها يؤكد أن “أنّ الصلاحيات الاستثنائية وحدها تسمح اليوم بالتصدي بالسرعة الضرورية، وبالفاعلية المطلوبة للمشكلات الكبيرة التي تعانيها البلاد. فالناس سئمت السجالات العقيمة والمناورات الصغيرة، وهي تريد أفعالاً وإنجازات حقيقية. وليس صدفة أبداً أن تكون الدعوات الجادّة إلى الإصلاح قد اقترنت في السنتين الأخيرتين بقيام حكومة تمتاز بصلاحيات استثنائية “. كيف لرجل بهذا العزم وهذه الرؤية يسوّق لرفضه؟
الكف النظيف يخافون منه فيرفضونه من دون سبب وبحجة الغطاء، وهنا لا ضرورة للمقارنة بينه وبين صاحب الكف الأرجح (الميقاتي)، الناس سيقررون من ساهم بالدفاع عن الناس ومثّل بلده غير تمثيل، ومن “استعار اموال الاسكان بفائدة (…)”… والامثلة كثيرة ملفات طرحها الاعلام وكلها أشبه ببلاغ الى النائب العام.
بين صاحب الرؤية النيرة للوطن والمواطن، وبين المحتمي والمتلطي بغطاء الدين والطائفية والمذهبية.
بين من يريد الاصلاح والعمل على انقاذ ما تبقى من الوطن برؤية حضارية، وبين من يشترط اطلاق يده الطولى للانتقام ممن فتح ملفاته ليتابع الامساك بالمال العام.

وأهم من كل ما ذكر أنه لم يسعَ يوماً الى منصب أو مركز يتربّح منه، حتى حين طرح اسمه رئيساً مكلفاً، أكد أنه لا أسعى ليكون رئيساً للحكومة، لا يعمل بصخب بل يحمل صفات القائد الذي يفعل أكثر مما يتكلم.
ونحن على يقين أنه لو كلف سيقدم مشروعاً متكاملاً ضمن صلاحياته وليس لتمرير سياساتهم، بل من المؤكد أنه سيكون درعاً للثوار الذين كشفوا ملفات الفاسدين ومنظومتهم، لأنه يرى لبنان أكبر من كل الأسماء والاشخاص والزعامات التي باتت مقدسة عند الناس.

ربما هذا القليل من الوصف هو من جعلنا كثورة نطرح اسم نواف سلام رئيساً لسلام لبنان، ونتابع معه كل خطوة وطرح سيقدمه في مهمته الانقاذية للوطن.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى