طلاب أميركا يهتفون لتحرير فلسطين في زماننا ونتنياهو يهدد باجتياح رفح

ميخائيل عوض
كم هي عظيمة غزة وشعبها الأبدي- شعب الجبارين- ومقاومتها الأسطورية التي حققت عجيبة ومعجزة في طوفان الأقصى.
عظمة غزة وشعب الجبارين أنه أعاد القضية الفلسطينية ليست أولوية عربية وإسلامية فحسب بل عالمية، وتحولت إلى قضية الأمم والشعوب والأجيال الشابة تستعجل ولادة العالم الجديد بديلاً عن عالم النصب والاحتيال والتدمير والإبادات الجماعية العالم الأنكلو- ساكسوني المتعجرف والشائخ.

قبل  سنة أو حولها لو قال أحد ان القضية الفلسطينية ستعود أولوية وتصير الواشمة للزمن الجاري، لكان أتهم بالجنون والانفصال عن الواقع لشدة ما أصاب النخب والإعلام من إفساد ورشوة والعقول من تشويه وتخشب كاللغة والنصوص.
هكذا هو زمن الشعوب وقضاياها المحقة والعادلة لا سيما الحق القومي غير القابل للتصفية أو التسويات أو القسمة فكيف بقضية لم يتخلى عنها شعبها لقرن ونيف واستمرت الامة صاحبة الحق القومي بتوليد المقاومات وتدويرها لتامين استمرارها برغم التضحيات الهائلة والكلفة الفلكية بسبب حدة المؤامرات وقدرات العالم الأنكلو- ساكسوني الذي استولت عليه أميركا الليبرالية والباغية والتي قامت على الإبادة ولا تعيش إلا على الحروب وتدمير البشر.

هو زمن التحولات النوعية وغير المسبوقات جاري على ساعة غزة وأحداثها وعلى وقع انتصارات محور المقاومة وتحوله إلى القوة الفاعلة والمقررة في الاقليم، والأهم في البحار الحاكمة وفي تسريع ولادة العالم الجديد بعد أن استعصت وطال مخاضها، ولم تفلح العملية القيصرية من الخاصرة الأوكرانية من إتمام الولادة.

غزة والضفة والمقاومة  والانتفاضة الدائمة تقرر اليوم التطورات والأحداث في عقر دار وعواصم الدول الكبرى والمهيمنة.
في تركيا هزمت غزة أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية.
وفي بريطانيا توجت جورج غالوي واثق الرؤية ومناصرة فلسطين قائداً وإعادته نائباً إلى البرلمان مكتسحاً الخصوم.
وفي أميركا قررت غزة حتمية سقوط بايدن في الانتخابات الرئاسية، ونصبت ترامب رئيساً ما لم يقتل أو تذهب أميركا إلى فراغ رئاسي أو حمام دم، كما هددها ترامب أو بافتعال الحروب.
اليوم يتردد صدى طوفان الاقصى العجائبية في الجامعات الأميركية وأعرقها واهمها وجامعات النخبة كهارفرد وييل وكولومبيا وأخواتها. يخرج الشباب والطلاب يهتفون لتحرير فلسطين في زماننا.
وسبق أن أكدت استطلاعات الرأي أن الأكثرية من الشباب دون ال35 سنة يطالبون بإعادة فلسطين لأهلها.
تأكدت هذه الاستطلاعات في الثورة الأممية الطلابية الأميركية الجارية.
وما زال عرب وإسلاميون ينظرون للتطبيع والصفقات ويراهنون ويدعمون نتنياهو وبايدن في حرب إبادة غزة.
يا للمفارقة!
غزة تعيد صياغة العالمية كحقبة تاريخية وتحررها من الأمركة التي اغتصبتها فحولتها إلى عولمة ظالمة ومتوحشة.
فتقرر غزة حقائق جديدة للأزمنة وحاجات البشرية وتطوراتها.
الثورة الأممية الطلابية في أميركا لها أن تعمم وتشكل نموذجاً حافزاً تستنهض الشعوب والشباب والطلاب في القارات الخمس، وتتحول إلى قوة بل أنشط وأفعل جبهات إسناد غزة لأنها تضرب في العامود الفقري والجملة العصبية لأرباب الكيان الصهيوني وحماته. وهنا تكمن أهميتها وتاريخيها وما سترسيه من قواعد وقوانين حاكمة في العالم الجديد.

نتنياهو العاجز في غزة والمنهك جيشه وقد ظهرت علامات التمردات حتى في القيادات العليا وفي التجنيد، عاد إلى لغة التهديد لرفح وغالانت التهديد للبنان وكان لإسرائيل وقوى إسنادها حيل وقوة بعد سبعة أشهر من العجز والاخفاقات على كل الجبهات.

في الواقع ومعطياته وبين احتمالات صدور أحكام بحق نتنياهو وقادة إسرائيل من الجنائية الدولية والضغوط الشعبية العالمية، وتحولها إلى فاعل نوعي لإسناد غزة وبعد الوعد الإيراني الصادق وما ارساه من تحولات نوعية في ميزان القوى.
وبامتلاك المحور لقيادة وغرفة عمليات واحدة لإدارة الحرب بكل فروعها وأبعادها وتفويض كتائب القسام باتخاذ قرار الحرب العاصفة، تبدو تهويلات نتنياهو تافهة وليست ذات جدوى في الضغط على المفاوض الفلسطيني وقد حسم الأمر أبو عبيده بإطلالته البهية ولغته الحازمة الجازمة.

وما زالت العقد والعقبات ذاتها التي تحول دون قدرة نتنياهو على اجتياح رفح ولم تذلل واحدة ولو قررت أميركا ولوبياتها الحربية الحاكمة في دولتها العميقة تخصيص مليارات الدولارات لإسرائيل، جلها سيذهب إلى جيوب أصحاب لوبي الحرب في أميركا ومن دافعي الضرائب، ولن تغير شيئاً في ميزان القوى الذي قررته حرب غزة وحروب الجولات التي سبق وهزمت فيها إسرائيل وأميركا ولم يكن ينقصهم مال أو سلاح.

نعم غزة تسهم بإعادة إنتاج العالم وقيمه وترفع من قيمة البشر وتوحدهم في عالمية مناضلة تستعجل وأد ودفن العالم الأنكلو- ساكسوني المتوحش.

وبعد الوعد الإيراني الصادق وانخراط إيران بجبهات الإسناد بات اجتياح رفح أصعب، وصار محور المقاومة وجبهات الإسناد في موقع المطالبين برفع إصبع السيد حسن نصرالله والتحذير من أي حماقة أو مغامر في رفح أو في لبنان.

زمن فلسطين وتحريرها أزف وقد أصبحت عنوان النضال الأممي للتحرر وتحقيق الكرامة الإنسانية وحقوق البشر، وتمكنهم من إدارة شؤونهم في صالحهم لا في صالح لوبيات النهب الليبرالية الأنكلو- سكسونية العدوانية .

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى