
نقف إلى جانب الحق الفلسطيني بدون تردد
كتب محمد حسن العرادي
عزيزي المواطن العربي في أي مكان من هذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر، قل لي ما هو موقفك من قضية فلسطين أقل لك من أنت، قل لي كيف تنظر إلى القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين أعرف كيف أشخّصك وكيف أرسم علاقتي بك وأحدد نظرتي إليك، فأنا من أولئك الذين يعتبرون القدس بوصلة وطنيتي وعروبتي وأسلامي، فمن أنت ومن تكون؟
أيها المواطن العربي في أي موقع من القرار والمسؤولية كنت، وسواء كنت تمثل النظام الحاكم او تواليه، أو تموضعت في صفوف المعارضة أو كنت محايداً ومستقلاً لا تعني لك السياسة شيئاً ولا تهتم بتفاصيلها اليومية، دعني أقول لك بأن فلسطين ليست قصة خصام أو إنسجام مع هذا النظام أو ذاك بل هي قضية إيمان وعقيدة.
فلسطين أيها السادة قضية أمة يقترب تعدادها من نصف مليار إنسان تقطن هذا الوطن العربي، فلسطين أيها السادة تمثل قطب الرحى لما يتجاوز عدده مليار ونصف في الظول الاسلامية، فلسطين تمثل طريق الآلام التي مشى عليها نبي الله عيسى بن مريم المولود في الناصرة ويؤمن به حوالي مليارين ونصف المليار مسيحي حول العالم.
ومهما حاولوا أن يميعوا الحقائق وأن يدسوا السم في العسل ويخلطون المفاهيم بالادعاء أن العرب واليهود أبناء عمومة، وأن الخلاف ليس مع اليهود بل مع الصهاينة المتطرفين المغتصبين، من يُنكر الهوية ويصادر التاريخ ويسعى للتلاعب بالذاكرة والبديهيات، فإن ذلك لن يخدعنا ويغير موقفنا، فنحن لسنا خائفين أو محبطين أو يائسين، لأننا نقف في الجانب الصحيح من التاريخ، الجانب المنتصر في المستقبل صاحب الثقة والأمل، لا يقلقنا كثرة المهاجرين إلى فلسطين من الأفاقين والدجالين والقتلة والسفلة، فالمغادرين منهم باتوا أكثر من القادمين.
لانهم اكتشفوا زيف الوهم كيان ينتج الكراهية والقتل والدمار، موقنين بأن يوماً قريباً سيأتي ليعيدهم الى حيث ينتمون بعيداً عن أرضنا وسمائنا وماءنا وهواءنا في فلسطين، وحتى يحدث ذلك سنظل نحتفي بذكرى إنطلاق الثورة في فلسطين وندون أسماء الشهداء والمقاومين والأسرى والمحَررين وهم يحفرون قبور الأعداء الصهاينة ويمهدون لخروجهم طريق الرحيل الأبدي.
وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى 58 لانطلاق الثورة الفلسطينية بإستقبال سعادة سفير فلسطين في ممكلة البحرين الأستاذ طه محمد عبدالقادر الذي نفتح له قلوبنا قبل مجالسنا وبيوتنا رمزا لعدالة قضية فلسطين، لا نزال على العهد باقون لن نهون أو نخون، بحرينيون ضد التطبيع.