
غزة تعري الإخوان المسلمين والإسلام السياسي والمسلح المتأمرك ولا ترتهب من ترامب
ميخائيل عوض
ما زال بعض المنظرين والنظم العربية والحركات السياسية يتذرعون لعدم اسناد غزة ونصرتها بمقولة: إن انتصارها سيعيد تعويم الإخوان المسلمين الذين أذاقوا الدول والشعوب مر الحياة. و”فرخوا” الإرهاب الأسود والمتوحش تنفيذاً لتعاقدهم مع أميركا وإسرائيل لإعادة تعويم وهيكلة السيطرة الأميركية على العرب والمسلمين ولتأبيد إسرائيل حاكمة.
الا ان الوقائع المعاشة والملموسة والجاري في حرب غزة تجزم بان انتصار غزة في الحرب وستنتصر حكما وبقوة القانون التاريخي ومعطيات الواقع وتحولاته لن تعوم الاخوان المسلمين ولا اخواتها كالوهابية والسلفية وتفريخاتها من القاعدة والنصرة وداعش واخواتها.
دليلنا معاش وحاضر وملموس، فمن نهض لمناصرة غزة والتزم انتصارها وانتصار حماس هو محور المقاومة وتوحدت الجبهات وليس بينها جبهة إخوانية او للإخوان تأثير فيها، ما خلا مشاركة قوات الفجر اللبنانية بإسناد من حزب الله. ومحور المقاومة هو ذاته الذي قاتل وهزم الإخوان والإرهاب الأسود في سورية والعراق واليمن.
والإخوان كحركة عالمية وفصائل وبرغم سيطرتهم في ليبيا وفي بعض السودان ويحتلون مع الاتراك بعض سورية وحاكمون في تركيا الاردوغانية واصاحب النفوذ في المغرب والاردن وقطر، ولهم باع في أميركا واوروبا، وعندما خرجت حماس وانقلبت على سورية استضعفوها ونكلوا فيها وبكتائب القسام وسعوا لتجريدها من السلاح ولم يفكوا الحصار عن غزة. لم يمدوا يد العون لغزة ولا أصدروا مواقفا ولا ألزموا دولهم وفروعهم بقطع العلاقة مع إسرائيل وأميركا ولا استهدفوا مصالحهم.
على العكس فقطر تمول إسرائيل في الحرب وتحميها وتضغط على المفاوضين الفلسطينيين، وتركيا والأردن تمون إسرائيل بما تحتاج من سلاح وذخائر ومواد غذائية وتكسر حصار اليمن لها .
بوضوح ملموس ومعاش حركة الإخوان وفصائلها والويتها ودولها شريك لإسرائيل في ذبح وتهجر غزة والفلسطينيين، فكيف ومن أين ستنهضهم غزة بانتصارها؟
فذريعة عدم إسناد غزة خوفاً من تعويمها للإخوان المسلمين ذريعة تافهة وساقطة وغير مقبولة.
أما خوف الآخرين من أن حرب غزة تعزز فرص ترامب لرئاسة أميركا،ةوفي الواقع قد انتخبته قبل اتمام العملية الانتخابية، فهذه حجة أضعف وأسوء من سابقتها وتنم عند اصحابها عن قصور عقلي وتحجر فكري ومنهجي.
فغزة وهي تقاتل وتعري النظم والحركات السياسية خاصة التي سيست الإسلام وسلحته وتكشف عمالتهم جميعا نظم وحركات لأعداء الإسلام والأمة، وحسمت واستنزفت كل قدرات أميركا والعالم الأنكلو- ساكسوني على إسناد إسرائيل.
وبذلك ستلزم ترامب اذا جرت الانتخابات الأميركية بسلاسة ولم تشهد تعطيلا أو أحداث غير مسبوقة بأن يركز جل اهتماماته وسياساته في أميركا نفسها، ولإعادة هيكلتها وخوض حربه الفاصلة مع لوبي العولمة الذي اعاقه في ولايته الأولى وزور واسقطه ومنعه من الثانية.
غزة وحربها وصمودها وقتالها الأسطوري يعيد هيكلة العالم وتوازناته والعرب والمسلمين ومستقبلهم، وقد حرقت ما سبق من حركات ونظم ونخب التآمر على فلسطين القضية المحورية التي استعادتها غزة وحولتها إلى قضية عالمية محورية ومؤسسة في ما سيكون عليه العالم وتوازناته، في اليوم التالي ليس في توازناته فحسب بل أيضاً في قيمه وأخلاقه وقوانينه الناظمة.
فليكف المرتهبون والخائفون عن أوهامهم ولينخرطوا في إسناد غزة ومن اراد تعميق مدافن المتآمرين عليه أن يتقدم الصفوف، ويناصر غزة وفلسطين في حرب تحريرها للجارية أيامها والمساهمة الفاعلة في انجاز القضية القومية فيحرمهم من أن يكون لهم دور أو أثر يزعمونه.