مهرجان سياسي في الذكرى الـ55 لانطلاقة «الديمقراطية»

فهد سليمان: سننتصر على العدوان في غزة، ومستقبل القطاع 

أكد فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن شعبنا بمقاومته الباسلة وتضحياته الكبرى، سوف ينتصر حتماً على العدوان الهمجي في قطاع غزة، وأن مستقبل القطاع أمر فلسطيني وطني، يتقرر وفق «رؤية وطنية فلسطينية جامعة»، مرجعيتها م. ت. ف الائتلافية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

جاء ذلك في المهرجان الجماهيري الحاشد، الذي نظمته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في مخيم اليرموك، قرب العاصمة السورية دمشق، في الذكرى الـ55 لانطلاقتها في 22 شباط (فبراير) 1969. وفيما يلي النص الكامل لكلمة فهد سليمان:

(1)

في مخيم اليرموك نلتقي، كما في كل عام، إحياءً للذكرى الـ 55 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية، فصيلاً وطنياً، يسارياً، تقدمياً، مقاوماً، يناضل بعزم وثبات في سبيل إنجاز الحقوق الوطنية لشعب فلسطين، من أجل تحرير الأرض والإنسان، من أجل دحر الاحتلال، والخلاص من الاستيطان، وإقامة الدولة المستقلة، السيدة، الحرة، بالقدس عاصمة، تضمن حق العودة للاجئين إلى الديار والممتلكات.

– في مخيم اليرموك نلتقي هذا العام، على وهج «طوفان الأقصى»، وما أدراك ما «الطوفان»، الذي ذَكَّرَ غرب الاستعمار، بأن الكيان الذي كان الأساس في إقامته، من أجل حماية مصالحه، هو أحوج ما يكون لمن يحميه، ويواصل مده بعوامل البقاء.

– ما أدراك ما «الطوفان»، الذي إفتتح مرحلة جديدة في النضال الوطني التحرري لشعب فلسطين، إرتقت بتموضعه في معادلة الصراع في الإقليم، وبتداعيات ما برحت تنداح شرقاً وغرباً، وفي كل الإتجاهات.

– وأخيراً، ما أدراك ما «الطوفان»، الذي أذاق العدو مُرَّ الهزيمة، وذَكَّرَ مستوطنيه بزيف أصلانيتهم المدعاة، وسطحية إنتمائهم العابر إلى هذه الأرض.

– وهي الأرض التي كانت تُسمى فلسطين، وما زالت تُسمى فلسطين، وستبقى تُسمى فلسطين؛ فنحن من يملك الرواية، ومن يملك الرواية هو صاحب الأرض، فمن رحمها يولد، وإلى حضنها يعود، ومعها يتماهى في الرحلة التي يستغرقها الزمن الجاري ما بين الحدين.

(2)

– في هذا اليوم الوطني، العزيز على قلوب أبناء شعبنا، نذهب بأفكارنا، إلى كل من مضى على طريق القدس، شهيداً، وكل من سكب دماً، جريحاً، وكل من أفنى زهرة العمر، أسيراً، وكل من عانى وضَحَّى وعمل واجتهد في سبيل أن تعود فلسطين إلى أهلها.

– وبهذا الكلام فنحن لا نخص فحسب، أبناء وبنات شعبنا، بكل إتجاهاته وجميع قواه، بل نتوجه فيه إلى كل من ساهم ويساهم في معركة المصير الوطني والقومي، من أبناء وبنات الشعب السوري الشقيق، من خلال الجيش العربي السوري بضباطه ورتبائه وجنوده؛ ومن أبناء وبنات الشعب اللبناني الشقيق، من خلال المقاومة الإسلامية، ومعها جيش لبنان؛ ومن أبناء وبنات الشعب اليمني الشقيق، من خلال حركة أنصار الله، ومعهم جيش اليمن. ومن أبناء وبنات الشعب العراقي الشقيق، من خلال المقاومة الإسلامية، ومعها جيش العراق.

نتوجه إلى كل هؤلاء الذين يشكلون معاً، وبمشاركة فاعلة من الجمهورية الإسلامية في إيران، «محور المقاومة»، الذي يواجه على مساحة الإقليم، «محور الهيمنة والعدوان» القائم على ثنائي تل أبيب – واشنطن، ومن يتقاطع معهما بهذا القدر أو ذاك.

نتوجه إلى كل هؤلاء بتحية الوفاء والتقدير لدورهم الحقيقي في مساندة فلسطين، ولتضحياتهم الغالية التي أكدت نفسها عملياً.

وفي الوقت نفسه لا تفوتنا الإشارة إيجاباً إلى كل من ساهم، في العالم أجمع، بالدور السياسي، والإعلامي، والإنساني، أو من خلال الفعل الجماهيري، بالتضامن مع الشعب الفلسطيني في المعركة المصيرية التي يخوض.

(3)

نختم بتوجيه تحية الإجلال والتقدير إلى جميع الأجنحة العسكرية التي قاتلت في الضفة والقطاع، وإلى سائر المؤسسات والتشكيلات التي غطت الجوانب الخدمية، الإجتماعية، والصحية وغيرها، والتي بدون الحدّ المعقول لتقديماتها لا ينعقد شرط صمود المجتمع في الحرب الضروس، التي كنا، وما زلنا بصددها.

وفي كل هذا نخص بالذكر – نظراً للمناسبة الوطنية التي تجمعنا – مناضلات ومناضلي الجبهة الديمقراطية، الذين خاضوا معارك الصمود والتصدي، جنباً إلى جنب مع سائر فصائل المقاومة، وجماهير شعبنا في الضفة والقطاع، موجهين تحية الاجلال والتقدير للجناح العسكري للجبهة الديمقراطية – قوات الشهيد عمر القاسم، التي قدمت حتى الآن – ما خلا الجرحى والأسرى –60 شهيداً على مذبح القضية الوطنية، كما وإلى سائر منظماتنا الحزبية والديمقراطية التي قدمت ما يتجاوز الـ 300 شهيداً.

(4)

الحرب التي نحن بصددها هي حرب فلسطينية – إسرائيلية ذات تداعيات إقليمية، تتداخل فيها قضايا الصراع المحلي، مع ملف النزاعات الأوسع، التي تسعى واشنطن جاهدة للإمساك بخيوطها، ويضعها تالياً في موقع التضاد مع قوى أخرى تتملكها – بهذا القدر أو ذاك – نفس التطلعات، الأمر الذي يجعل هذه الحرب قابلة لأن يتسع ميدانها، لتشمل بلداناً أخرى  بحمولة مضاعفة من القضايا، تضفي على الحالة القائمة المزيد من التعقيد.

الحرب التي نحن بصددها، أيضاً، هي حرب متدحرجة، ستتواصل فصولها – صعوداً وهبوطاً – على أرض فلسطين، حكماً، وفي محيطها، إحتمالاً.

لماذا؟

لأنها نقلت الصراع، وبشكل غير مسبوق، إلى مستوى الخيارات الحدية في الصراع الجاري، بين شعبنا والإحتلال.

وعليه، فقد بات شعبنا الآن، وغبار المعركة لمّا ينقشع بعد، يملك ما لم يكن بحوزته، بهذا القدر وبهذا المستوى، فيما مضى، أي عناصر القوة التي تسمح له بمراكمة شروط حسم الصراع لصالح إنتصار حقوقه الوطنية، في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل،- كما هو حالها الآن – وبكل ما أوتيت به من قوة، لأن تتجنب تجرع علقم التسليم بهذه الحقوق.

إن كل هذا يستتبع تحضير أنفسنا لملاقاة هذا الإستحقاق، من خلال مواصلة المقاومة بكل أشكالها، وإنجاز الوحدة الداخلية في إطار «الرؤية الوطنية الجامعة».

(5)

إن «الرؤية الوطنية الفلسطينية الجامعة»، تقوم على التمسك بالأسس التي تشكل مجتمعة، منظومة «الكيانية الفلسطينية»، وهي:

1- م. ت. ف، هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

2- حل الصراع مع العدو الغاصب يقوم على تلبية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس؛ كما وعلى حق العودة للاجئين إلى الديار والممتلكات الذي يكفله القرار الأممي الرقم 194.

3- في نضالها متعدد الأوجه في عالم السياسة والميدان، من أجل تحقيق هذه الأهداف، تستند م.ت.ف إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

«الكيانية الفلسطينية» بالأسس المذكورة، هي ملك للشعب الفلسطيني بأسره، هي ثمرة النضال المديد والمكلف لعقود من الزمن، قدم خلالها الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده تضحيات بالغة.

«الكيانية الفلسطينية» بأسسها مجتمعة هي البنية التحتية التي تقوم عليها «الرؤية الوطنية الجامعة»، بكل ما يمكن أن يشتق منها من مواقف وإجتهادات سياسية وتكتية؛ وهي التي تقوم عليها الوحدة الداخلية للحالة الوطنية بجميع مكوناتها، والتي تنطلق منها لتثمير النتائج الاستراتيجية لـ«طوفان الأقصى» في الصراع الدائر لإنجاز الحقوق الوطنية لشعبنا؛ وهي القاعدة الصلبة التي نستند إليها من أجل إزالة آثار العدوان على القطاع الصامد.

وفي هذا الإطار نؤكد على أن إدارة الأمور المدنية والأمنية وغيرها في قطاع غزة، هي شأن داخلي محض فلسطيني، يتم حله بمشاركة جميع القوى على أساس تنفيذ إتفاقيات المصالحة المبرمة بين كافة الفصائل الفلسطينية.

وفي كل الأحوال، فإن المرجعية العليا في جميع القضايا المتصلة بالشأن الوطني هي م.ت.ف الائتلافية، التي تضم جميع القوى بدون إستثناء، وعلى قاعدة رفض أية ترتيبات إنتقالية، أو اختبارية، أو مؤقتة، تشرك جهات أخرى في مرجعيتنا الوطنية العليا، في إتخاذ القرارات ورسم التوجهات المتصلة بالشأن الوطني.شعبنا وحركته الوطنية يقفان على أعتاب مرحلة حاسمة من مراحل إدارة الصراع، فلنتقدم معاً على طريق الحرية والعودة والاستقلال الناجز،

عاشت الذكرى الـ55 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

عاشت منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا

وعاشت فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى