خروج غير مشرف عكس ما يدعي البعض

خرج منتخب لبنان من الدور الأول لبطولة كأس أمم آسيا خالي الوفاض بعد سقوطه أمام طاجيكستان في اخر مباريات المجموعة الأولى.
صحيح ان طرد المدافع قاسم الزين كان له تأثير مباشر في نتيجة اللقاء وكان منعطفا في أحداث المباراة، لكن ما ظهر واضحا أن الإعداد لم يكن بحجم البطولة القارية.
فالمعسكر التحضيري القصير الذي أقيم قبل المسابقة لم يكن كافيا بكل المقاييس كذلك استبدال المدرب الكرواتي واستبداله بالمدرب المونتينغري رادولوفيتش بالطبع لن يكون حلا سحريا في وقت قصير، واستدعاء لاعبين محترفين في الخارج على عجالة ليس عصا سحرية، إضافة الى عوامل أخرى متكدسة منذ سنوات وشهور.
فاتحاد اللعبة أثبت فشله وعقمه في اداراة الأزمات وكيفية التعاطي معها، ومنها عدم تأمين ملاعب عشبية طبيعية لإقامة معسكرات تحضيرية طويلة، أضف الى ضعف الدوري المحلي الذي يكاد يقام على ملعبين بمواصفات العشب الصناعي الذي يرهق اللاعب ويلحق به الأذى ويقلل من مستواه الفني.
لم يعمل الاتحاد على معالجة الخلل العقيم والقديم وهو إيجاد الفكر الصحيح لمعنى الانتصارات والخروج من الفكر الانهزامي، بل كان حريا به تحضير منتخب متجانس منذ سنوات بروح الانتصارات والفوز والقتال على ارض الملعب بدلا من استدعاء بعض اللاعبين الذين تجاوزوا السن القانونية في محاولة الزج بهم والاستفادة من خبرتهم التي لم تنفع.
المطلوب صرف الأموال التي يتلقاها من مساعدات وهبات وهي بحجم كبير على تحضير المنتخبات وتفريغ اللاعبين لمعسكرات دائمة ومستمرة على مدار العام وخوض مباريات دولية بغض النظر عن النتائج واستقدام مدرب ذو كفاية وسمعة عالية بدلا من المدربين الفاشلين او الذين لا تاريخ لهم في تدريب المنتخبات ومن هنا يظهر للقاصي والداني بأن هناك رائحة سمسرات وصفقات تتم على ظهر المنتخب وسمعة الوطن.
للأمانة لقد أثبت اتحاد اللعبة فشله بكل المقاييس والكلمات التي يمكن أن تكتب او تقال، فما زلنا نشهد سفرات ومشاركات من أجل السياحة والسفر والبرستيج والظهور الإعلامي الفارغ وتسجيل كلمات أمام عدسات الكاميرا وودع واستقبل من أجل تمرير الوقت وايهام الناس بأن اعضاء الاتحاد يقومون بعملهم وواجبهم على أكمل وجه، ناهيك عن التكريم المستمر على جهود لم نقطف ثمارها حتى اليوم، ووضع الأشخاص غير المناسبين في المكان المناسب.. اين الملاعب في بلدنا وأين الدوري القوي وأين جماهير اللعبة وأين الإعلام الذي يحاسب وأين وأين..
لا ينبغي أن نتخذ الأحداث الاجتماعية الحاصلة في لبنان حجة او شماعة لتبرير الاخفاقات المتتالية خارجيا، فالتعادل أمام منتخب بنغلادش في تصفيات كأس العالم لهو نتيجة مخزية يندى لها الجبين، وما ينتظرنا أمام أستراليا ادهى وأمر، أي ان فرصنا في التأهل المقبل باتت شبه معدومة، ولا ننسى فلسطين المتجددة والنشيطة.
من المعيب أن يقول المدرب رادولوفيتش بعد كل مباراة بأنه فخور بعمله ولاعبيه، عن أي فخر يتحدث وما هي النتائج المدوية التي حققها، هل الفوز الودي على الأردن هو انجاز، او هل التعادل أمام الصين، التي تراجع مستواها، هو إنجاز، إذا كان يطالب بتأمين معسكرات ومباريات خاصة ولا تتم تلبية طلباته فهذه مصيبة وعليه أن يكشف الحقائق.
المشوار الآسيوي انتهى، وعلى كل من تسبب بالفشل ان يتنحى جانبا ويترك الدور لغيره لأن التمسك بالمناصب لن يفيد ولم يعد يجدي نفعا فما زلنا نكرر على مسامعنا قصة ابريق الزيت التي لن تنتهي، واما هذه الطبقة هي نتيجة الفساد السياسي المستشري ولن ترحل الا برحيل من اجلسها على الكراسي والبسها ثوب القاضي الملعون الذي باع ضميره وقرر أن يحكم بين الناس بما يمليه عليه اسياده.

سامر الحلبي

سامر الحلبي صحافي رياضي منذ 1997، عمل في عدة صحف ومواقع لبنانية وعربية أبرزها صحيفتي النهار والمستقبل وعمل في 2008 رئيسا للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" في دولة الكويت، وعمل في قناتي "الجزيرة" الرياضية و"بي إن سبورت" في قطر ما بين 2011 و2015، وعمل مراسلا لمجلتي "دون بالون" الإسبانية و"عيناوي" الإماراتية ما بين عامي 2001 و2006.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى