من أوحى للآخر أولاً بصفات الإجرام شينكر أم جعجع
كتب صباح الشويري
حين يجتمع شخصان على فكرة واحدة نتساءل من طرح الفكرة أولاً ليستجيب لها الآخر؟ والسؤال حق مشروع، خاصة حين يتعلق الأمر بالشأن الوطني الممنوع فيه التدخل الخارجي، مهما علا شأنه.
إلا أن الغرور العالمي عند الكثيريين يسيطر على عقولهم، فحين يتكلم مسؤول بحجم شنكير ويليه بالكلام المشابه زعماء لبنان، لا بد من البحث عن الحقيقة، من ألهم الآخر، ونقول الإلهام لأن الإنسان الوطني لن يسمح لأي مسؤول مهما كان أن يملي عليه وطنيته مثلاً، أو أن يطلب منه أن يحمل شعاراً ما ليطلقه في مهرجانه الشعبي مثلاً.
فقد طرح ديفيد شنكير، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق
لا يستطيع أي أميركي يتعاطى الشأن العام في بلاده أن يكتب عن #لبنان
من دون التطرّق أولاً الى “#حزب الله” ودوره “السلبي” فيه ومسؤوليته “الكبيرة” عن تردّي أوضاعه وفساد المنظومة السياسية المعقّدة داخله. دافعه الى ذلك أمران، الأول كرهه لـ”الحزب” ورفضه له لسببين اثنين: الأول إيران الإسلامية ودورها الكبير في تأسيسه وتمكينه وتدريبه وتزويده ما يحتاج إليه من أسلحة متنوّعة ومتطوّرة. وهي صنّفت الولايات المتحدة شيطاناً أكبر وقادت ضدّها حرباً شعواء ولكن بالواسطة في كل العالم. أما الأمر الثاني فهو مواجهة “حزب الله” إسرائيل بمقاومة عسكرية أثمرت انتصاراً عليها بعد 18 سنة من انطلاقها بإجبارها على إنهاء احتلالها لمناطق في لبنان منذ 1978، وتحوّله رمزاً لكل أعدائها وإصراره على الاستمرار في مساعدة هؤلاء وفي مقدّمهم الفلسطينيون الذين احتلت أرضهم وهجّرتهم منها وأقامت عليها دولة لها بعدما أقنعت العالم “المتحضّر” بأنها كانت بلا شعب. لماذا هذه المقدمة؟ لأن الباحث الدائم في “واشنطن إنستيتيوت” #ديفيد شنكر الذي عمل مرتين في الإدارة الأميركية الأولى في وزارة الدفاع والثانية في وزارة الخارجية مساعداً لوزيرها لشؤون الشرق الأوسط، ولأنه نشر مقالةً مهمّة ومعبّرة عن أسباب انهيار لبنان ولكن كالعادة انطوت على مبالغة في تصوير “حزب الله” سبباً أولَ لما…