النظرة إلى القمر بين الماضي والحاضر
كان من الصعب جداً في العصور الغابرة وصول البشر إلى القمر إلا بأعينهم وبخيالهم، وهكذا نسجت المخيلة البشرية في القديم قصصاً حاولت من خلالها أن تجد تفسيراً لهذا الجسم المضيء والمتغير في السماء.
والحقيقة أن الأساطير القديمة من مختلف بقاع العالم كانت تتحدث عن الطبيعة البشرية وهي تحاول أن تجد أصلا للأجرام السماوية.
رُبط القمر في الثقافة الإنسانية القديمة بالمرأة، وكان يعتقد أنه السؤال عن الحمل والإجهاض وبكل ما يتعلق بالجنس اللطيف. وهكذا كان القمر قبلة للخيال البشري الذي حاول فك طلاسمه، بتأليف قصص توارثتها الأجيال بمثابة حقائق عن الكون.
لم تتوقف المخيلة البشرية عن وضع تفسيرات عجيبة وغريبة عن القمر، ولا يزال البعض في عصرنا بعتقد أن القمر حين يتوارى عن الأنظار، يؤثر على سلوك البشر بشدة، وقد يؤدي إلى ارتكاب البعض الجرائم، بما في ذلك الانتحار!
كما يربط القمر في بعض الثقافات المعاصرة بارتفاع معدل الولادات، كما يحاول سكان بعض الدول تحديد جنس الجنين بحسب مراحل القمر، ولذلك يظل القمر رغم التقدم العلمي، ملهما للخيال ورمزا للجمال والسحر والروعة على الرغم من الصور المنتشرة عنه بتربته الجرداء القاحلة والقاتلة!