
بوتين… حامض على بوزهم 1
كتب محمد حسن العرادي
صمتت دهراً، وكأن عيونها أصابها الرمد فمنعها أن ترى الجرائم التي يرتكبها قادة الكيان الصهيوني الغاصب ضد آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، الاحتلال ينتهك حرماتهم ويهدم بيوتهم ويقتل أطفالهم ويرمل نسائهم ويهدر دمائهم، ثم سكتت طويلاً وكأنها خرساء لا تسمع ولا تتكلم أمام الجرائم التي إرتكبها رؤساء أمريكا المتعاقبون الذين ارتكبوا جرائم فضيعة ضد الانسانية، وأمروا قواتهم بقتل واختطاف وإغتيال المواطنين الأبرياء وإعدامهم بدمٍ بارد في ليبيا والعراق وأفغانستان وسوريا وغيرها بحجة مقاومة الارهاب.
المحكمة الجنائية الدولية التي أضاعت بوصلتها، أصبحت أحكامها محل سخرية وأضحوكة أمام العالم، فهي لا تطبق قوانينها ولا تطلق أحكامها إلا على الدول التي لا تنصاع إلى الامبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا سيدة العالم المهزوم أخلاقياً وإنسانياً وحقوقياً، فهي من وفر الغطاء الدائم لكافة الجرائم التي ارتكبها نظام الأبرتهايد الصهيوني والممتدة على مدى 74 عاماً منذ إحتلال فلسطين عام 1948 وإلى الآن مروراً باحتلال المسجد الأقصى والقدس الشريف في العام 1967.
ومن المؤسف له أن تتحول مؤسسة دولية كالمحكمة الجنائية الدولية التي يحمل لها العالم الكثير من الاحترام إلى أداة بيد الدول الغربية، تُحل الحرام وتُحَرِم الحلال حسب ما تقتضيه المصالح الأوربية والأمريكية، فلقد إرتمت هذه المحكمة في احضان الإدارة الأميركية بشكل مهين ومشين من أجل أن تبرر حماقات هذه الدولة وتشرعن قراراتها الخارجة عن القوانين الدولية.
وقد إتضح ذلك في العديد من المواقف المحالة للمحكمة بينها قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قضية ملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير ، قضية لوكربي التي حوصر بموجبها الشعب الليبيي الشقيق أكثر من عقدين من الزمن، وكثير من القضايا الدولية التي تخدم السياسة الخارجية الأميركية بشكل فاضح.
ان ازدواجية المعايير والمواقف وخاصة في طريقة التعاطي مع ما يجرى في فلسطين وما يجري في أوكرانيا اسقطت ورقة التوت التي كانت تتغطى بها هذه المحكمة التي دأبت على إصدار الاحكام الزائفة، وآخرها الموقف الذي إتخذته ضد الرئيس الروسي بوتين والقاضي بالقاء القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم ارتكاب جرائم حرب في اوكرانيا، إن هذا الحكم جعل المحكمة تفقد ما تبقى لها من احترام، لكن تنفيذ هذا الحكم الساذج على الرئيس بوتين بعيد المنال وربما يؤدي فقدان المحكمة اي نوع من التأثير في المستقبل، باختصار بوتين … حامض على بوزهم، فهل تفشل مسرحيتهم الهزلية هذه المرة؟