عندما يكون القرار مسؤولاً… ترتاح البلاد والعباد

كتب محمد حسن العرادي

شهدت البحرين خلال الأيام الماضية احتجاجات متعددة للمنتمين إلى”برنامج خطوة” تفاعل معها المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي عجت بالفيديوات التي تغطي تحركات المواطنين المحتجين على طريقة معالجة أزمتهم من قبل الهيئة العامة للتامينات الاجتماعية، وبدون أي مقدمات توجه المواطنون بندائهم إلى ولي العهد رئيس الوزراء واكدوا ثقتهم في أبو عيسى بأنه القادر على حل مشكلتهم والنظر في ظلامتهم.

ظن البعض بأن الحكومة ستتعامل مع هذا الملف بالتجاهل والإهمال والتسويف، وحين اتضحت الصورة تبين أنها كانت تدرس الخيارات، وتبحث عن الحلول المناسبة، وهكذا جاء الرد إيجابياً حين أمر صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء بقبول طلبات 236 من منتسبي برنامج خطوة في التقاعد، على أن تقوم الحكومة بتحمل الفروقات في التكاليف والمصاريف.

في الوقت ذاته امر سموه بتشكيل لجنة حكومية لدراسة بقية الحالات التي لم يشملها القرار وعددها 69 حالة أخرى من منتسبي البرنامج، حتى تعالج وفق الأطر والإجراءات القانونية، وتم تحديد فترة قصيرة تستكمل فيها اللجنة عملها، بما لا يزيد عن شهر واحد، أنه أسلوب جديد تتبعه الحكومة حتى لا يتم تمطيط المشكلة وإطالة أمدها وتداعياتها.

إننا في الوقت الذي نشيد فيه بهذا التوجه الجديد الذي باشرته الحكومة في التعامل مع هذا الملف، نتطلع لأن تدشن حكومتنا الرشيدة بقيادة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد ال خليفة عهداً جديداً من التعامل الإيجابي مع كافة الملفات المجتمعية الساخنة، ونحن على ثقة تامة بأن إتخاذ القرارات بهذه الدرجة العالية من المسؤولية، سيضع أغلب هذه الملفات على طريق الحل، ويساهم في تخفيف التداعيات المجتمعية وهو ما نحتاجة في هذه المرحلة.

أمام ولي العهد رئيس الوزراء فرصة كبيرة لاتخاذ القرارات المهمة بشكل استثنائي ومستعجل، من أجل إراحة البلاد والعباد من تبعات تراكم المشكلات والملفات المجتمعية التي ظلت بدون حلول طوال السنوات، وربما العقود الماضية، ومن بين ذلك ملفات، الدين العام، المتقاعدين، البحرنة، البطالة، التمييز، التجنيس، المسقطة جنسياتهم، المبعدين والمهجرين، المعتقلين والسجناء المحكومين لفترات طويلة، كل هذه الملفات وغيرها يتطلع المواطنون بأن يتم التعامل معها بذات جدية التعامل مع مشكلة برنامج خطوة، وقضية التعديلات المسيئة على المناهج التعليمية التي جاء الغائها بلسماً لقلوب المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى