النائب نزيه نجم: الرئيس الشهيد رفيق الحريري رجل بحجم قارة

حوار: ريم المحب

لم تمُر ذكرى الثامنة عشر من إستشهاد الرئيس رفيق الحريري مرور الكرام وشهد على ذلك الحشود الغفيرة التي توافدت في الرابع عشر من شباط لإحياء هذه الذكرى. موقع أجواء برس كان له لقاء مع النائب السابق نزيه نجم المُقرب من آل الحريري والذي إستقبلنا بكل حفاوة وأجاب على أسئلتنا برحابة صدر.

بداية كانت للنائب نزيه نجم كلمة عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري: ” الله يرحم الشهيد رفيق الحريري كان معبى مكانه ومكثر، وفي ذكرى إستشهاده عبّر الناس عن محبته وبعد ثمانية عشر عاماً الناس تزداد أكثر فأكثر وقد شهدنا ذلك في هذه الذكرى”. ” الرئيس الحريري هو الذي بنى وثقّف وعلم وشيّد الأوتوسترادات وحسّن المطار والمدينة الرياضية وغيرها كثير… وهو الذي حافظ على سعر الليرة اللبنانية مُقابل الدولار الأميركي وثبته على سعر 1500 ل.ل. وبقيت كذلك لسنوات عديدة لغاية عام 2019″، وأضاف النائب نجم: ” رفيق الحريري هو بلد بحد ذاته، قمة بحد ذاتها، قارة بحد ذاتها وكانت ارتباطاته بالعالم بأسراره فكان بإمكانه التواصل مع أي رئيس جمهورية في العالم وهو قد أوصلنا للعالمية. لقد كُنا نشعر بالأمان في عهده فالأمان الذي أُعطي للشعب اللبناني مصدره شخص واحد هو رفيق الحريري، ومنذ وفاته ولغاية الآن لم يدخُل أي قرش على هذا البلد فالكُل يسحب ويأخّذ من رصيد تركه رفيق الحريري  وهذا الرصيد قد بنيناه سوية رحمة الله عليه فهذا الشخص لن نجد مثله بل صعب جداً وقلة هم الذين مثله، وأنا شهادتي مجروحة بشخص الشهيد رفيق الحريري”.

وفي سؤال للنائب نجم عن الحال الذي آلت إليه الأوضاع في لبنان خاصة في ظل غياب الرئيس سعد الحريري الذي يرأس كُتلة وازنة في لبنان وعن زيارة الأخير إلى البلد أجاب: ” الناس قد قيّمتها وليس نحن فمحبة الناس وإحترامه للناس أهم تقييم فلندع الآخرين يقيمون فنحن نعرف ذلك ونشعر به، فالناس أتت من كُل جوارحها بدون أن يُدفع لها أي مبلغ من المال ولسنا مثل غيرنا ندفع لإحضار الناس فناسنا هُم أهلنا هُم الأوفياء لنا للرئيس الحريري: الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري وهؤلاء الأشخاص الذين حضروا لإحياء ذكرى الشهيد رفيق الحريري هم الأوفياء في البلد والذين يشعرون بالخطر كيفما تلفتوا: الخطر  الإقتصادي والخطر المعيشي، فهل من المعقول سعر صرف الدولار الأميركي مُقابل الليرة اللبنانية وقد وصل إلى الثمانين ألفاً؟! فلننتظر في كُل مكان فلا أحد يستطيع السيطرة على الدولار. أنا اتفاجئ من الأشخاص الذين قدموا إلى السُلطة على أساس أننا السيئون وهُم الأفضل فليرونا حسناتهم ولا أريد القول أكثر من ذلك، الذين إعتبروا أننا أخطأنا  علماً أننا كنا نأخُذ البلد إلى أماكن آمنة جداً بالإضافة إلى أن الرئيس الحريري لم يسمح بوقوع دم في البلد منذ عدة سنوات ولغاية هذه اللحظة فليخبرونا ماذا فعلوا؟ فالرئيس الحريري إذا لم يقم باي عمل فهو قد جنّب البلد من سقوط الدماء فهل هم بإستطاعتهم ذلك؟ هل سيستطيعون إنتخاب رئيس جهورية؟ إذا المجلس النيابي لم يعُد مجلساً تشريعياً وليس بإمكانه إنتخاب رئيس جمهورية، وليس لدينا رئيس جمهورية والحكومة غير قادرة على الإجتماع ماذا تبقى؟ فليخبرونا ماذا يتركون؟” وأضاف النائب نجم: “إنما للصبر حدود فنحن سنحافظ على صمتنا لأننا نُريد إعطائهم المزيد من الوقت ولكن هُناك وقت الناس سوف تتكلم وليس نحن والناس لن تقبل أن يبقى الوضع هكذا، فإذا هم غير قادرين على افنتاج فليتقدموا بإستقالتهم وتُقام إنتخابات جديدة ونُعاود الدخول إلى أي اصطفاف جديد لنرى إلى أين سنصل لأن البلد لا يُمكنه الإستمرار على هذه الحالة كما هي اليوم.”

وفي سؤال عن عودة الرئيس سعد الحريري إلى العمل السياسي أجاب النائب نجم: ” الرئيس سعد الحريري يعود عندما تطلب الأطراف السياسية الأخرى عودته وعندما نتفق فيما بيننا على إنقاذ البلد، وإذا كانوا يريدون عودته فهو الآن مُستعد للعودة البقاء في البلاد لكن يجب أن يكونوا صادقين في هدفهم لإنقاذ البلد وليس لديهم أجندات للخارج، وعندما يحصل ذلك لن يُغادر الرئيس الحريري بل سيبقى هنا فالرئيس سعد الحريري لديه هوس بلبنان وشعبه، ونحن فعلياً لم نترك شعبنا وأهلنا ونحن معهم على الأرض.”

وفي الختام كان للنائب نزيه نجم كلمة تحدّث بها عن تعليق العمل السياسي للرئيس سعد الحريري وعن عودته قال فيها:

” الله يرحم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أحضر العز للبنان وأعاد أولادنا إلى البلد الله يرحمه لأنه أعادنا على الخارطة الدولية والله يرحمه كل يوم نذكره. والله يعطي الصحة والعافية للرئيس سعد الحريري الذي إذا تعاونوا معه ووضعوا يدهم بيده فصدقاً يُنقذ لبنان، وكل الناس تسترجع أموالها كاملة. ولكن يجب أن تكون هناك نوايا صادقة بقربه أناس صادقين معه وسياسيين صادقين بجانبه وليس كل سياسي يعمل لمصلحته ولمصلحة خارجية مثلما ذكرنا سابقاً. والرئيس سعد الحريري لم يترك عمل السياسة بل علّق عمله السياسي  ونحنُ سرنا بخطته لأننا رأينا أن نظرته صحيحة والأيام أثبتت ذلك فنحن منذ أن تركنا النيابة أثبتت الأيام أن هذا الشخص لديه نظرة ثاقبة، والكثير من زملائي كانوا ضد هذه النظرة لكنهم ساروا معنا وآخرين ساروا عكسنا وشاههدناهم الأمس في بيت الوسط لأنهم إقتنعوا أن هذا الشخص لم يُخطئ بل بالعكس. وفي النهاية ختم النائب نجم الحوار بكلمة قال فيها: “الله يرحم الشهيد ويخلي البلد فنحن بحاجته وليس لدينا أي مكان آخر نقصده وليس لدينا بلد آخر نلجأ إليه.”