ازرع الأمل وتفاءل بالمستقبل

كتب محمد حسن العرادي

في حياتنا أشخاص نشبههم بالملائكة، نستوحي منهم الأمل ونقنع أنفسنا بأن المستقبل سيكون أكثر أماناً واستقراراً وطمأنينة وتفاؤلاً معهم وبسببهم، يُصبروننا عندما نشعُر باليأس والإحباط، يمنعوننا من الإنهيار والقنوط، لذلك نُجّلهم ونضعهم في مراتب القديسين، بدونهم تصبح الحياة كئيبة رتيبة ومملة، وربما لا تستمر وفق الإيقاع الذي نحتاجه للبقاء في زمن الوباء.

وعلى العكس من ذلك هناك من يتعمدون زرع الفشل في بيئتنا والتسبب في المزيد من الأمراض النفسية والاجتماعية للمواطنين الذين يبذلون الكثير من الجهد ليجتازوا الأحزان والصعوبات والعقبات التي يواجهونها كل يوم، الموظفون على سبيل المثال ينتظرون الترقيات التي تُعدِل من وضعهم الوظيفي وتُحسن من مُستواهم المعيشي.

في إحدى الجهات الحكومية وبينما الجميع ينتظر التطوير الإيجابي الذي سيساعدهم في الترقي وتغيير حالهم إلى الأفضل، تغير المسؤول الأول فاستبشروا خيراً، وبدأوا يُمنُون أنفسهم بحركة ترقيات واسعة تغير من حالهم، وتوظف الخبرات التي راكموها والتجارب التي عاصروها، وعندما بدأت التغييرات أصيبوا بالصدمة، تفاجئوا بتعيين طاقم قيادي جديد ليس له علاقة سابقة بهذه الجهة أو معرفة بالخدمات التي تقدمها والعلاقات التي تربطها بالمجتمع، حدث إرباك واضح في الأداء، قاد إلى تذمر مجتمعي، وتململ كبير وسط الموظفين.

يتساءلون لماذا يُقتل الأمل في قلوبنا، لماذا يتم تهميشنا وإستهدافنا والنظر إلينا كبضاعة فاسدة أو مُستهلكة، لقد ساهمنا في بناء هذا الصرح وأفنينا عمرنا في سبيل تقدمه ونجاحاته، ونحن الأقدر على تحمل مسؤلياته، والأدرى بالسلبيات والنواقص الموجودة فيه، كنا على إستعداد للتعاون ودعم المسؤول الجديد لو إجتمع بنا للتعرف قدراتنا وامكانياتنا الهائلة، قبل ان يقرر الاستغناء عنا أو تجاوزنا من دون مبرر او اختبار.

نداء إلى كافة المسؤولين، رفقاً بأبناء الوطن، لا تتعاملوا معهم كبضاعة منتهية الصلاحية، كثيرين منهم خدموا واخلصوا وبرعوا في اداء مهامهم، الكثير من الموظفين البحرينيين يمتلكون الخبرات والإخلاص والصبر والرغبة للبناء والتطوير والقدرة على تحديث الوزارات والمؤسسات والهيئات، ومتى ما اتيحت لهم الفرصة سيقبلون التحدي وينجحون في الامتحان، أمنحوهم ما يستحقون وازرعوا في طريقهم الأمل بدل اليأس والفشل.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى